للمرة الثانية استدعت الخارجية البولندية سفيرة الكيان الاسرائيلي احتجاجا على تصريحات يسرائيل كاتس وزير المواصلات الصهيوني والقائم بأعمال وزارة الخارجية التي قال فيها نقلا عن شامير رئيس وزراء الكيان السابق «ان البولنديين رضعوا كراهية السامية مع حليب امهاتهم» في حين ان الاستدعاء الاول جاء احتجاجا على تصريحات نتنياهو في قمة وارسو تضمنت افكارا تتهم البولنديين بالمشاركة في مجازر النازية.
الاستدعاء الثاني قاد الى الغاء قمة مجموعة فيشغراد (بولندا، تشيكيا، سلوفاكيا، المجر) مع نتنياهو والتي كان مقررا ان تعقد في القدس؛ اذ انضمت تشيكيا الى المقاطعة البولندية تضامنا مع بولندا بعد ان صرح رئيس الوزراء التشيكي «أندريه ابيش» لوسائل الإعلام التشيكية أن الأمر سيتحول إلى «محادثات ثنائية تجريها كل دولة بمفردها ولن تكون هناك قمة فيشغراد 4».
لم يتوقف سيل الاعتراض على التصريحات الصادرة عن مسؤولي الكيان اذ اتهم رئيس الوزراء ماتيوس مورافيتسكي نتنياهو بالقول انها تصريحات عنصرية؛ موقف صارم من بولندا وتضامن واضح من الدول الاوروبية المشاركة.
في مقابل هذه الصورة المشرقة نجد تخاذلا واضحا في الموقف العربي من الهجمة المسعورة للكيان على المسجد الاقصى والتي بلغت ذروتها يوم امس بإغلاق باب الرحمة واعتقال عدد من المصلين والعلماء في باحات الاقصى؛ علما بأن ما يمارسه الاحتلال هنا افعال وليست اقوالا كما حدث مع بولندا التي الغت قمة فشيغراد.
لا يوجد موقف عربي من الاعتداءات الصهيونية ولم يعد الكيان يأخذ الموقف العربي على محمل الجد في حين انه يحسب الف حساب لدولة مثل ماليزيا التي الغت اولمبياد رياضي بأكمله لرفضها استقبال السباحين الصهاينة او حتى اندونيسيا التي منعت طائرة نتنياهو من عبور اجوائها عند انتقاله من استراليا الى سنغافورة؛ الكيان الاسرائيلي لم يعد يحسب حسابا كبيرا للعرب في حين يواجه صعوبات كبيرة تتضاعف يوما بعد يوم في القارة الاوروبية وانحاء كثيرة من العالم ومن ضمنها امريكا نفسها.
