22.46°القدس
22.16°رام الله
21.08°الخليل
26.4°غزة
22.46° القدس
رام الله22.16°
الخليل21.08°
غزة26.4°
الأحد 29 سبتمبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.7

لماذا تنتشر العلاقات المشبوهة في أماكن العمل؟!

533
533
فوزي بن حديد

عندما اختارت المرأة الثقافة عاشت في الوهم، لا أقصد بالثقافة الكم الذي تعلمته خلال سنواتها الدراسية وإنما أقصد بها ثقافة المساحيق والزينة والبحث عن الشهوة والشهرة، وخروجها من البيت وما أفسده هذا الخروج وانعكاسه على الأخلاق والقيم، فالمرأة لم تعرف قيمة الهوى والحبّ إلا بعد أن تدثّرت بروح الديمقراطية الحديثة التي نادت بالحرية، خرجت من مألوفها الذي عافته كما تعاف شيئا مكْرَها أمامها، عافت أن تصون نفسها من أوبئة الفساد والخلاعة، فوقعت في بئر لا قاع لها من التحرش اللذيذ والمائع على السواء، بل وقعت فريسة في يد الرّجل يلعب بها وقتما يشاء وكيفما يشاء، منذ أن عرفت الحرية والخروج. ومنذ أن سنّت الدول العربية قوانين المساواة بين المرأة والرجل ظهر الفساد في البر والبحر، أطلقت المرأة صرخاتها، وانفجر كبتها كالبركان، لأنها لم تكن تفقه معنى الحياة جيدا بل لم تكن تعلم بحقيقة وجودها في الدنيا.

خروجها عن مألوفها صيّرها عبدة للشهوات والملذات بعد أن كانت سيدة في بيتها، بل أضحت ألعوبة بين رجال المال بعد أن كانت عفيفة طاهرة، وأصبحت تهوى أكثر من رجل بعد أن كانت تعيش مع سيد الرجال، خروجها مأزق كبير ساهم في تدمير كثير من الأسر، لا تقل لي من حقّها لأنّ ما تقولُه خرافة تخالف الفطرة وتنبعث منها رائحة كريهة تسد الأنوف، لأنها تخالف نفسها بنفسها، هي التي رمت بنفسها في أحضان الميوعة والبغاء وأرادت أن تكون عبدة للشيطان الذي تحدى القدرة الإلهية بإضافة لام القسم ونون التوكيد عندما تجرأ وقال: "قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ".

وعند خروجها ترفض المرأة أن تكون عاملة محترمة فتتزين بأحسن زينة، وتتعطّر بأجود أنواع العطور، وتسحق وجهها بأفضل أنواع المساحيق ما جذب منها وما نفر، أرادت أن تبرز مفاتنها حينما تلبس الثياب الضيقة أو الكاشفة، وتتعمد اختيار أقصر الثياب لتلبسه، وهي تذهب لعملها دون رقيب ولا حسيب، لا تغضّ بصرها، ترمق بعينيها الرجال وتطيل النظر إليهم أحيانا، تَسبّب ذلك كله في هدم عائلات بأسرها، ولا تعبأ بآيات غض البصر والكف عن إغراء الرجال، عندما قال سبحانه وتعالى: "وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".

ذكر لي صديق أنه يعرف عائلة كانت تعيش حياة هانئة، كان الزوجان على أحسن ما يرام، تعيش الأسرة الكفاف والهناء، فجأة تغيّر المسار، لماذا يا ترى؟ والسبب من هذه المرّة، إنه الرجل، زوجها حثها على العمل خارج المنزل لتروّح عن نفسها قليلا، ولكنها اتخذت مسارا مختلفا وكأنه دفع بأسرته للهلاك، تعرفت على زميل لها، أحبّته بجنون، صورته لا تفارق محيّاها، تعبث بزوجها وتعاشر عشيقها، جاءته يوما تصارحه بأنه لم يعد له مكان في قلبها، ولم تعد ترضى به زوجا، حار الزوج في إقناعها، تجمّد في مكانه، ضرب رأسه بقوة على الحائط، لكنها أصرت على فراقه، تركته مع أولاده فجأة، ودون سابق إنذار، سوى أن الشيطان نزغ قلبها وغيّر وجهتها نحو الحرام، فمالت إليه وهو يعبق عليها بكلمات الود والحب، ظنت أنه كذلك، فسقطت في أحشائه، تمرّدت على كل القيم، نسيت أنها كانت محترمة فأصبحت مبتذلة، رضيت بواقعها الذي أوقعها فيه حبيبها بل شيطانها.

ومثل ذلك كثير في واقعنا مع الأسف الشديد، علاقات مشبوهة في العمل، وتلذّذ بالأجساد والنظرات دون حساب ولا رقيب، ظاهره عمل وزمالة وباطنه علاقة ولقاء ونتيجته هلاك وهدم لأسر قد تكون بنيت، فدعاة تحرير المرأة لا يكفّون عن إغراق المرأة في وحل الشهوات، فهي تدرّ عاطفة وحبا، وتركع لمن أسال عليها قطر ندى الحب الدفين، واقع مهترئ، علاقات خارج الزواج، ممارسة الرذيلة في أي مكان ومع من نحب، لا قيمة للقيم ولا عبرة بالنُّذر، فالقرآن ينهانا والرسول ينبّهنا ونحن في غفلة من أمرنا حتى إذا اهتزت الأرض من تحتنا صرخنا في وجوهنا، لم نحن هكذا ولمَ الشيطان خذلنا؟

وانظر إلى حالات الطلاق في عالمنا العربي والإسلامي، كيف ينمو عددها بسرعة مخيفة، فبعد الزواج والهناء والسعادة في أول شهر تبدأ المشاكل، مردها أن الزوجين فقدا الثقاة ببعضهما، أعجبت الزوجة بزميلها وأعجب الزوج بزميلته، تبادلا النظرات وأسكبت العبرات وانهالت عبارات الحب والتحيات، وتقابل الجسدان والتصقت الجوارح والمشاعر ودخل الاثانان في عالم آخر من المتعة واللذة متحددين جميع الروابط الأخرى.