تشهد الأيام الحالية مرور ثلاثة مواسم تنفق فيها العائلات الأموال بلا حدود، فبداية من شهر رمضان الكريم الذي تتسابق فيه ربات البيوت في تزيين موائد الإفطار إلى زيارات الأرحام وإحضار الهدايا لهم إلى عيد الفطر الذي يأتي مباشرة بعد رمضان، لتبدأ مطالبات الصغار والكبار لشراء ملابس العيد، بالإضافة إلى العيدية التي تثقل كاهل الآباء، وخاصة إن كانت عائلته كبيرة، وأرحامه كثر. ومما عقّد الأمور هذا العام أن العام الدراسي الجديد يبدأ قريباً مما "يزيد الطين بلة" ، فالآباء الذين لم يتنفسوا الصعداء بعد من مصاريف رمضان والعيد، مطالبون الآن بتوفير ملابسَ جديدة للعام الجديد، ليجد الآباءُ أنفسهم في ضائقة مادية كبيرة، وفي ورطة يصعب حلها. [title]مواسم متزامنة[/title] لدي خمسة من الأبناء، اشتريت لهم ملابس جديدة للعيد من آخرِ ما تبقى من الراتب، وآثرتهم علي، فلم أشتر لي ولا زوجتي أي شيء، ونحن الآن على أعتاب العام الدراسي، فلقد باءت جميع محاولاتي بالفشل في استدانة مبلغ من المال لتوفير ملابس العام الجديد لأبنائي، "هذا ما قاله أبو محمد لبد تعليقاً على تزامن ثلاث مواسم إنفاقية في آن واحد. وأضاف: "لدي طالب جامعي، وطفلة تريد الالتحاق بالروضة، وثلاثة من الأبناء في المدرسة، حاولت أن أجمع بعضاً من عيديتهم لكي تساهم في الضائقة المالية، لكنني وجدتها قليلة فتركتها لهم، فلا حل إلا في الدَيْن، أو عمل جمعية واستلامها أولاً". [title]العيدية[/title] أما أسماء المدهون فقالت أنها لم تسمح لأبنائها بصرف العيدية وجمعتها من أبنائها، للمساهمة في ثمن ملابس العام الدراسي الجديد، وهددتهم بأنهم لن يحصلوا على الملابس المدرسية في حال صرف العيدية. وبررت الأم أسماء هذا الفعل، بأنه الحل الأخير في شراء ملابس الدراسة، فزوجها عاطل عن العمل، وعاجز على شراء حاجيات الدراسة، وبدون هذا الحل لن يتمكن أبناؤها من الذهاب للمدرسة والاستمرار على مقاعد الدراسة. وتتحسر "ولاء محمد" على نفسها لأنها وقعت ضحية لإغراءات المحال التجارية التي دفعتها لشراء العديد من الملابس لأبنائها قبيل العيد، كما أنها استنزفت آخر ما تبقى من محفظة زوجها في شراء لوازم العيد وتجديد فرش غرفة الضيوف. وشددت على ندمها لأنها لم تحسب حساب العام الدراسي الجديد، وأنها اضطرت إلى الاستدانة من أهلها مبلغاً من المال كي تشتري ملابس المدارس وينعم أطفالها بعام دراسي مفعم بالحيوية والنشاط، وترسم البسمة على شفاههم، مؤكدةً أن راتب زوجها القادم سيذهب سداداً للديون. [title]أصحاب المحال[/title] من جانب آخر أوضح "أبو الوليد" وهو صاحب أحد محال الملابس التجارية أن الزبائن يريدون أن يصلوا بالأسعار إلى حد خسارة البائع، فنحن ندفع الكثير ثمناً لإيجار المحل ولثمن بنزين للمولد الكهربي كما أننا نستمر في محلنا إلى ساعات متأخرة من الليل لنحصّل بعضا من المال. وواصل حديثه: في السابق عندما كان موسم رمضان والعيد بعيداً بعض الشيء عن العام الدراسي، ولكل منهم راتب منفصل، كانت المفاصلة سهلة بعض الشيء لدى الزبائن، وكنا نتلقى أرباحاً جيدة ، أما الآن فالزبون يسعى إلى أن يأخذ الحاجيات بسعر التكلفة وإحراج البائع، نظراً لسوء الوضع المادي قبيل العام الدراسي. وتوقع صاحب محل الملابس "أبو العبد" أن تشهد الملابس والبضائع ارتفاعاً في الأسعار وذلك لإغلاق المعابر وعدم دخول البضائع الكافية لسد حاجيات الناس، وضعف حركة الأنفاق التجارية بعد التهديدات المصرية بهدمها. ويضيف: "البضائع مكدسة داخل المحلات وحركة الإقبال على البضائع مقارنة بالأعوام الماضية ضعيفة، فالناس قد أنهكت بسبب تزامن المواسم الثلاثة، رمضان والعيد والمدارس".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.