نشرت صحيفة "أ بي ثي" الإسبانية تقريرا، استعرضت من خلاله الجوانب الإيجابية لدخول الأبناء إلى الحضانة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها، إن الكثير من الآباء والأمهات يعتبرون مسألة وضع أطفالهم في الحضانة خطوة صعبة للغاية، خاصة بالنسبة للأولياء المرتبطين بالتزامات مهنية، ولا يملكون سوى اللجوء إلى الحضانة كحل أخير أمامهم، لا سيما إذا كان أطفالهم حديثي الولادة.
وأضافت الصحيفة أن أغلبية الأولياء يتخوفون من الإقدام على هذه الخطوة، لأنهم لا يدركون مدى استعداد أطفالهم للاندماج مع أطفال آخرين في الحضانة وتلقي الرعاية من قبل أشخاص لا يعرفونهم. علاوة على ذلك، يعتقد الكثير من الأولياء أن القائمين على رعاية الأطفال في الحضانة هم أشخاص غير مؤهلين لهذه المهمة.
وأردفت الصحيفة أن إيما بيريز، مديرة المدرسة الأوروبية في مدريد، أكدت أن "النقطة الأولى التي يجب على الأولياء أخذها بعين الاعتبار تتمثل في أن الأشخاص الذين يهتمون بالأطفال في أغلبية دور الحضانة مدربون ومتخصصون بدرجة عالية". بناء على ذلك، ستساهم كفاءة وخبرة هؤلاء في التنمية النفسية للأطفال خلال هذه الفترة العمرية. كما أنه من المعتاد أن يقسم الأطفال إلى فرق محدودة العدد، وهو ما يضمن حصول كل طفل على الرعاية والاهتمام الذين يستحقهما.
وأردفت الصحيفة، وفقا لتقرير صادر عن وزارة التعليم والثقافة والرياضة، أنه على الرغم من أن التعليم إلى حدود سن السادسة يعد اختياريا، إلا أن نسبة تعليم الأطفال في الحضانة بلغت 94.9 بالمائة في إسبانيا، في حين بلغت نسبة 99.5 بالمائة في فرنسا و97.8 بالمائة في بلجيكا، و97 بالمائة في الدنمارك.
وتظل الأسباب التي تجعل الأولياء يندفعون لوضع أطفالهم في الحضانة تتراوح بين الوعي بضرورة الإقدام على هذه الخطوة من أجل النمو النفسي والأكاديمي للأطفال وبين كونها مجرد التزام وضرورة.
وأشارت الصحيفة إلى مجموعة من النقاط التي من شأنها أن توضح مدى أهمية الحضانة للآباء المترددين في اتخاذ هذه الخطوة، خاصة إذا لم يتجاوز سن أطفالهم بضعة أشهر. والجدير بالذكر أن السنوات الأولى من عمر الطفل مهمة جدا على مستوى النمو النفسي والاجتماعي. كما يكرس القائمون على الرعاية جهودهم كي يعلموا الأطفال بعض المهارات الجديدة التي تحفز النمو الفكري والإدراكي لهم.
وبينت الصحيفة أن الأطفال سيتمتعون بفرصة التفاعل والتواصل فيما بينهم بفضل الكثير من الأنشطة الجماعية التي تنظم في شكل فرق تضم أطفال من نفس الفئة العمرية. بالإضافة إلى ذلك، تحفز هذه الأنشطة المختلفة التواصل اللفظي، الأمر الذي يساهم في تطوير اللغة من خلال إثراء قاموس المفردات لدى الطفل. وبهذه الطريقة، يمكن تقوية الروابط العاطفية بين الأطفال وتحفيزهم على التواصل فيما بينهم.
وأكدت الصحيفة أن الحضانة تعلم الطفل القواعد الأساسية للتعايش واحترام الآخرين، فضلا عن معرفة حقوقه وواجباته. ويحمي هذا التعايش في سن مبكرة الطفل من الشعور بالظلم الاجتماعي في مراحل متقدمة من عمره. على صعيد آخر، تلعب الحضانة دورا هاما في التكوين التعليمي لهؤلاء الأطفال مستقبلا، حيث أن الأطفال الذين تلقوا تعليما مبكرا يتأقلمون بسرعة في مدارسهم مقارنة بغيرهم ممن لم يمروا بتجربة التعليم في الحضانة.
وذكرت الصحيفة أن تجربة الحضانة تعلم الطفل ضبط النفس والتصرف بشكل صحيح لتجاوز العديد من المواقف والنزاعات. كما تعزز الحضانة لدى الطفل احترام الذات والثقة بالنفس لأنه يصبح أكثر استقلالية ويكتسب مهارات جديدة. وفي الحضانة، يطور الطفل باستمرار إبداعه وخياله. علاوة على ذلك، يساعد الاطمئنان على الطفل الأولياء على التوفيق بين حياتهم العملية والأسرية.