15.49°القدس
15.15°رام الله
13.86°الخليل
21.55°غزة
15.49° القدس
رام الله15.15°
الخليل13.86°
غزة21.55°
الخميس 03 أكتوبر 2024
5.01جنيه إسترليني
5.33دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.78دولار أمريكي
جنيه إسترليني5.01
دينار أردني5.33
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.78

في القدس

ناهض الوشاح
ناهض الوشاح
ناهض الوشاح

لست مُحللا سياسياً ولا اقتصاديا ولا اجتماعيا ... كل ما في الأمر أنك تعيش في بلد قريب من فلسطين بعيد عن القلب يحكمه الحمقى واللصوص وجُباة الضرائب والسماسرة ومصاصو الدماء ... تسمع فيه الصيحات تعلو كل يوم ... لا تعرف من الذي يصيح ، هل هم الأحياء أم الأموات ... الذين ولدوا أو الذين لم يولدوا بعد ... الخوف يحيط بهم من كل جانب والإنسان فيه عبارة عن لا شيء قيمته الوحيدة عضوية ... للإنجاب وتكثير سواد العرب ... ورقم فائض عن الحاجة في قائمة المواليد فاقدي الهوية ... فتدمن القلق ... وتُشرّع يداك نحو السماء تدعو على أنظمة عربية تنازلت عنك وعن شعبك وعن فلسطين كل فلسطين.

آمنت الآن أن كل الاتفاقيات تذهب إلى مزابل التاريخ لأن في القدس صرخة ستغير العالم ... شاء من شاء وأبى من أبى ... ففي القدس لا جبهة ولا فتح ولا حماس ... في القدس بشر مضيئون ... قلوبهم مليئة بالرحمة على باب الرحمة ..في داخلهم يكمن جوهر الحق ... لأن الحق معهم  فيدفعهم نحو الأعالي ... حيث لا يسعك شيء سوى الانعتاق من عالم يجمع قواه ليكسرك والله ينصرك.

في القدس عددهم قليل ... وماضرّنا أنّا قليل عديدنا وجار الأكثرين ذليل ... صف واحد يجمعنا، ولتتعلم منا غزة والضفة ... وحدوا الصفوف العدو هو اسرائيل والكلاب النابحة ... العباءات التي تسرق نفطنا وتُهديها لعدونا ... كي تستر على مؤخراتهم ومؤخرات من يستبيحون نسائهم.

في القدس الصلاة والدعاء والبعد عن وهم الكرسي الذي باسمه تُباح دماء وكرامات الشعوب ...في القدس وازع ديني أكبر من رام الله ومن يُديرها ... أحمق أنت ... أجننت، أتراها ضاقت علينا وحدنا ... أعد تركيب كل التفاصيل فدورة الخلاص واحدة وعليك أن تُكملها.

في القدس عجوز أناديها أمي ... دهستها سيارة صهونية ... فأكملت طريقها إلى باب الرحمة وهي تقول في سرها أننا نحتل الصهاينة وليس هم من يحتلونا .. هم جبناء ككل القامات العربية الملطخة بالخزي والعار ... يستطيعون أن يقتلوا لكنهم مهما علوا لا يستطيعون أن يُقاتلوا.

في القدس صرخة إلى الشيخ الجالس على كرسيه... يا شيخ فلتعد القراءة والكتابة مرة أخرى أراك لحنت . فمن يعيش في فوضى لن يموت بسلام ... فدع نساء غزة بسلام ولا تدخلهم في اللعبة لنحمي ظهور أهل القدس بدل هذا الاقتتال على بقعة أرض كانت لنا ونحن أمّرناك عليها.

في القدس يعلمون علم اليقين أن اسرائيل تتقدم بقدر ما تسمح لها الولايات المتحدة به فقط ... فطالما كانت الولايات المتحدة مُشاركا مباشرا في الجرائم الإسرائيلية حتى تلك التي تُدينها رسميا ... ولكن تتجاهلها علانية.

في القدس لا يبكون وراء الأسوار ولا يغمضون أعينهم أمام أي هجوم صهيوني ... قرار الكابينت الاسرائيلي لا يعنيهم وتجييش الحمقى ضد إيران لا يعنيهم والزعماء العرب الجالسون كالخشب المسندة لا يبالون بهم والعملاء لا يصنعون التاريخ ... كل هذا ليذهب إلى الجحيم حتى نتنياهو فليذهب معهم بلا عودة ... فمستقبل العالم كل العالم متوقف على ما يحدث في القدس وشعبه الذي يرفض أن يتحول إلى عبيد كما تحولت باقي البلاد العربية ..

في القدس .. لا نتخاذل ولا نتنازل ولا ننهار ... وحدتنا نركض لها سرا وعلانية ... الالتحام الجماهيري تجعل أكفّنا المرتعشة تتوحد لتضرب أعدائنا وجزّارينا والحاقدين علينا.

في القدس حبيبتي وأختي ... وأمي تسأل مُجندة صهونية ... من الذي جاء بك إلى فلسطين؟

ترد عليها المجندة: أن الله أرسلني إليكم.

فتضحك أمي العجوز من جوابها ... وتقول لها : الله لا يُرسل إلى مسجده الأقصى لصوصا وقُطّاع طرق.

يا كاتب التاريخ زد سطرا جديدا للأجيال القادمة تقرأ فيه أن القدس كل من في  القدس من يصنعون المستقبل.