نسبه ومولده ومعيشته
نسبح بفكرنا مع علم من أعلام الجهاد على الأرض المقدسة، صاحب عزيمة ماضية وهمة عالية لم تعرف نفسه يومًا الخضوع والخنوع، قيل عنه بأنه رجل المرحلة وأحد مجاهدي ومفكري الإخوان المسلمين ومع أنه كان من القادة السياسيين إلا أنه شارك في تأسيس الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس مع المجاهد صلاح شحادة إنه القائد المجاهد إبراهيم أحمد خالد المقادمة.
الذي ولد في عام 1950 في "بيت دراس "بعد أن هاجرت عائلته من بلدة يبنا مع آلاف الفلسطينيين عام 48 بسبب العصابات الصهيونية الإرهابية التي ذبحت الفلسطينيين الآمنين وسط صمت ما يسمى المجتمع الدولي ثم انتقل للعيش في مخيم البريج وسط قطاع غزة، وهو متزوج وأب لسبعة من الأبناء، وانتقل للعيش خلال انتفاضة الأقصى في مدينة غزة بسبب تقطيع قوات الاحتلال أوصال قطاع غزة.
الطفولة والنشأة والتربية
عاش المقادمة في مخيم جباليا، وتعلم في مدارس وكالة الغوث الدولية فيها، وكان من الطلاب النابغين وحصل على الثانوية العامة والتحق بكلية طب الأسنان في إحدى الجامعات المصرية وتخرج منها طبيبًا للأسنان.
وانضم المقادمة إلى حركة الإخوان المسلمين في سنوات شبابه الأولى وبعد أن أنهى دراسته الجامعية وعودته إلى قطاع غزة أصبح أحد من قادة الحركة وكان من المقربين للشيخ أحمد ياسين زعيم ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس.
فكره العسكري
كان المقادمة من أكثر الشخصيات القيادية في حركة حماس أخذًا بالاحتياطيات الأمنية قليل الظهور أمام وسائل الإعلام، واستخدام أساليب مختلفة في التنكر والتمويه عبر تغيير الملابس والسيارات التي كان يستقلها وكذلك تغيير الطرق التي يسلكها، حتى عرف عنه أنه كان يقوم باستبدال السيارة في الرحلة الواحدة أكثر من مرة.
جهاده
شكل المقادمة النواة الأولى للجهاز العسكري الخاص بالإخوان المسلمين في قطاع غزة "مجد "هو وعدد من قادة الإخوان وعمل على إمداد المقاتلين بالأسلحة، وفي عام 1984م اعتقل للمرة الأولى بتهمة الحصول على أسلحة وإنشاء جهاز عسكري للإخوان المسلمين في قطاع غزة وحكم عليه بالسجن ثماني سنوات قضاها في باستيلات الاحتلال.
كان المقادمة من أشد المعارضين لاتفاق أوسلو وكان يرى أن أي اتفاق سلام مع العدو الصهيوني سيؤدي في النهاية إلى قتل كل الفلسطينيين وإنهاء قضيتهم وان المقاومة هي السبيل الوحيد للاستقلال والحصول على الدولة الفلسطينية وان كان ذلك سيؤدي إلى استشهاد نصف الشعب الفلسطيني.
مما جعله يتعرض في سجون الحكم الذاتي الفلسطيني للتعذيب الشديد من الشبح والضرب وصنوف العذاب وانخفض وزنه إلى النصف بسبب جرائم محققي السلطة وزبانيتها عام 96، بدلاً من أن تكون هذه السجون معدة لليهود، وصدق الشاعر: وظلم ذوي القربى أشد على النفس من وقع الحسام المهند.
لقد كان الدكتور المقادمة صاحب عقلية مفكرة ونظرة استراتيجية، اعتقل في سجون السلطة الفلسطينية عام 1996 بتهمة تأسيس الجهاز العسكر ي السري لحركة حماس في غزة وتعرض لعملية تعذيب شديدة جدًّا ومكث في سجون السلطة لمدة ثلاث سنوات خرج بعدها، وعاودت أجهزة الأمن اعتقاله لأكثر من مرة.
ونشط الدكتور المقادمة في الفترة الأخيرة من حياته في المجال الدعوي والفكري لحركة حماس وكان يقوم بإلقاء الدروس الدينية والسياسية والحركية وخاصة بين شباب حركة حماس وخاصة الجامعيين وكان له حضور كبير.
أخلاقه
تقول زوجته: "لم أعهد عليه يومًا طوال فترة زواجي معه منذ عام 1977 أنه غضب وثار مثل الأزواج، بل كان دائمًا يتعامل مع مشاكل البيت بهدوء وحكمة، يجلس معي نتحاور حول أسباب المشكلة وطرق حلها".
إضافةً إلى حرص المقادمة الدائم على برِّ والدته وتوقيرها، وتوفير كل ما يعلم أنها تحبه من مطعم أو مشرب، إلى جانب مؤانستها والتخفيف عنها، وهي المريضة المعقدة التي أثقلها المرض؛ فلم تكن تشغله أعباء العمل الإسلامي الكثير عن أن يخصص لها جزءًا واسعًا من نفسه ووقته؛ فكان لا يفارقها عند عودته في أواخر الليل يؤانسها، ويتودد إليها وهو المتعب، فقد كان أبًا حنونًا وأخًا بارًّا وخالاً محبًّا.
استشهاده
في جريمة حرب جديدة من الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين، والتي تعكس أعلى درجات الاستهتار بقواعد القانون الدولي، وأرواح المدنيين الفلسطينيين، قامت أربع طائرات مروحية (إسرائيلية) بإطلاق خمسة صواريخ جو - أرض باتجاه سيارة مدنية تقل أربعة أشخاص مستهدفة تصفيتهم وقتلهم خارج نطاق القانون.
ففي حوالي الساعة 8:10 صباح السبت الموافق 8/3/2003م حلقت أربع طائرات مروحية (إسرائيلية) في سماء مدينة غزة، قامت باستهداف سيارة مدنية من نوع ميتسوبيشي بيضاء اللون، كانت تسير في شارع فلسطين قرب تقاطعه مع شارع خليل الوزير (اللبابيدي) جنوبًا، وقامت الطائرات بإطلاق خمسة صواريخ جو -أرض نحو السيارة والتي كانت تقل أحد القادة السياسيين لحركة المقاومة الإسلامية حماس ومرافقيه وأصيبت السيارة بأربعة صواريخ بإصابات مباشرة أدت إلى استشهاد جميع من بداخلها.