10.01°القدس
9.77°رام الله
8.86°الخليل
16.23°غزة
10.01° القدس
رام الله9.77°
الخليل8.86°
غزة16.23°
الإثنين 02 ديسمبر 2024
4.63جنيه إسترليني
5.13دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.85يورو
3.63دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.63
دينار أردني5.13
جنيه مصري0.07
يورو3.85
دولار أمريكي3.63

خبر: أوقفوا المراهقة الإعلامية

حمل سالم النوايا وردة (جورية) حمراء بعد أن قطفها خلسة من حديقة عامة رغم اليافطة المكتوب عليها ( جمال الوردة وهي على الشجرة لا بقطفها ) وأخذ ركنا من الحديقة، والورد عادة يقطف للزينة أو لشم رائحته العطرة؛ ولكن سالم لم يشتم الوردة، بل أخذ في قطف أوراقها ويردد هو، مش هو، هي ، مش هي ، رئيس وزراء أو وزير، خارجية أو داخلية. في هذه الأثناء مر بسالم عارف باشا ولفت انتباه ما يفعل سالم، فوقف إلى جواره وضحك بصوت عال، ياه يا سالم ذكرتني بالذي مضى يوم كنا مراهقين وتعجبنا فتاة مرت من جوارنا، ابتسمت لأنها تذكرت ( نكتة ) وضحكت، واعتقدنا أنها تبسمت لنا، وعلى الفور كنا نلجأ إلى الوردة ونفعل كما تفعل ونقول ( بتحبني لا مش بتحبني ) حتى ننتهي فإن كانت الورقة الأخيرة تقول( بتحبني ) ينتابنا شعور بالنشوة والفرح وإن كان عكس ذلك قلنا هناك خطأ في العد ونكرر الأمر في وردة أخرى. سالم، يقول عارف ، لقد كبرنا والرأس اشتعل شيبا، ومازلت تلعب لعبة المراهقين؟ ابتسم سالم وقال اجلس صديقي عارف، هذه مرحلة كما تعلم تجاوزناها، ولكن ما يحبط بنا جعلني أعود بالذاكرة إلى تلك المرحلة العمرية التي مررنا بها، خاصة في ظل الحديث عن تشكيل الحكومة الفلسطينية العتيدة الجديدة التي اتفقت عليها حماس وفتح، وحاولت أعرف من رئيس وزرائها فلم أجد إلا الوردة وسيلة لذلك لربما أصل إلى هذا المنتظر ومن معه من وزراء، أ فهمت يا عارف؟ هي المراهقة بعينها يا سالم، ألم تسمع يا سالم بالمثل الذي يقول (خبر بفلوس بكرة بيصير ببلاش) متعب نفسك كثير وأفسدت عليها لذة التمتع بالورود وهي على الشجر، وحرمت الناس من متعتها فقط من أجل محاولة التعرف على رئيس الوزراء والوزير، يا رجل خليك كبير و(بلاش) لعبة المراهقين. حوار سالم وعارف جعلني أتذكر ما تقوم به بعض وسائل الإعلام التي تحاول من خلال المراهقة الإعلامية طرح بالونات اختبار من خلال طرح العديد من الأسماء ويسندونها إلى مصدر رفض الكشف عن اسمه سواء من فتح أو من حماس، ويسندون هذه الأسماء إليهم حتى يكتسبوا مصداقية من محاولاتهم في ضرب (فتاشات) سياسية والبعض يؤكد أو ينفي، وقد يكون جزء من هذه الوسائل يمارس هذه الطريقة مدفوعة الأجر من بعض المستوزرين حتى يكون اسمه حاضراً في ذهن من يختار الوزراء المستقلين أو التكنوقراط، لعله ينال شيئاً من الحظوة. تجري هذه الممارسات المراهقة رغم ما تؤكده كل من فتح وحماس على ألسنة قادتها بأن ما يطرح من أسماء ويتم تداولها عبر بعض وسائل الإعلام عار عن الصحة وإن كان من بينها أسماء قد تكون بالفعل مطروحة كونها من الشخصيات العامة والتي تنطبق بعض شروط الحكومة عليها. لكن ما نود التأكيد عليه لكل من سالم وعارف أنه ليس مهما من سيكون رئيس الوزراء القادم ومن سيكون هؤلاء الوزراء، طالما أن اختيارهم تم بشكل توافقي وطني فلسطيني، ويأتي في درجة الأهمية أن هذه الوزارة ليس لها علاقة بالسياسة والمفاوضات ورسم المستقبل السياسي مع أي طرف، وإن هذه الحكومة هي حكومة وظيفية ذات مهام محددة لا تتجاوز الوضع الداخلي الفلسطيني وصولا إلى الانتخابات التي ستفرز من سيقود الشعب الفلسطيني بعد هذا العام المحدد لهذه الحكومة. حكومة بهذه المواصفات هي حكومة بلا أسنان تؤلم بل هي أداة من أجل تحقيق غايات بعينها، حكومة شكلية ضعيفة لا تقدر على عمل شيء خارج المرسوم لها وبعد موافقة حماس وفتح على كل مفاصل عملها الداخلي، فلماذا إذن هذا الخداع الذي تمارسه بعض وسائل الإعلام؟. علينا أن ننتظر وأن نترك القوى الفلسطينية للعمل بعيدا عن ضغوطات الإعلام، وبعيدا عن بالونات الاختبار وفقاعات المستوزرين، لأن هذا الأسلوب المراهق لا يصب في صالح التوافق ويؤدي إلى نوع من الإرباك لدى المواطن الفلسطيني، لذلك علينا التوقف عن هذا الأسلوب غير المفيد بل قد يضر.