، ولا أن تصمد حماس بعد فوزها وترفض الخضوع لشروط الرباعية ومقاسات الاحتلال، ولا أن تتحول غزة إلى ما يسميه نتنياهو (قاعدة للإرهاب) في خاصرة الكيان. وبالتالي فإن كانت التجربة الأولى قد عززت مكانة حماس السياسية ولم تؤد لثنيها عن خطها المقاوم بشكل عام، فتكرار فوزها سيضيف لرصيدها الشرعية المطلقة، وسيكبّل أيدي جميع الأطراف المعادية لها. ولذلك فسيعمل الاحتلال على التدخل المباشر وغير المباشر في العملية الانتخابية، وبالفعل والتهديد ومحاولة زعزعة الوعي العام وبثّ جو من الإرهاب النفسي والفكري قبل وبالتزامن مع الحملة الانتخابية القادمة. وكل هذه الأمور ينبغي لحماس أن تأخذها بعين الاعتبار، وأن تتوقف مليّاً عندها لتدرس أبعادها، ومدى تأثيرها على استعدادها وجاهزيتها لتلك المرحلة، والأهم من ذلك مدى تقبّل قواعدها لتكرار تجربة يريد معظم الآخرين خوضها فقط بهدف تغيير المعادلة الحالية، ودون أن تتوفر لجميع القوى ضمانات العمل الحرّ والأجواء الصحية والنزيهة، لأن سيف اللاءات والاشتراطات الخارجية ومعها نهج الابتزاز ما زال مشرعاً في وجوهنا!