ماذا يفعل الرضيع إذ لم يكن لديه وسيلة للتعبير عن مشاعره ومطالبه إلا البكاء! وهذا من حقه لينطق بما يدور في خاطره؛ وإن كان البكاء في الأيام الأولى يختلف عنه بعد 40 يوماً، كما أن بكاء الجوع غير البكاء بسبب المغص وهكذا...الدكتور إبراهيم شكري استشاري طب الأطفال يوضح أسباب بكاء الرضيع بعامة.
يبكي خلال الأسبوع الأول إثر انتقاله من الرحم وسكونه إلى العالم الخارجي وما به من تغيرات جديدة؛ كاختلاف الضوء والظلام، واختلاف درجات الحرارة والنغمات والأصوات والمؤثرات المختلفة، ولا يختلف نغم البكاء من طفل لآخر في هذه الفترة؛ بكاء عالي الصوت متواصل.
يتنوع بكاء الرضيع بعد 40 يوماً، وفي خلال فترة التأقلم وقرب فترة الاستقرار، والتي تبدأ من الشهر الثاني إلى السادس؛ حيث نجد بكاء الجوع متواصلاً، ولا يكف عنه إلا إذا تناول رضعته، وإذا شعر بالمغص يبكي بنغمة عالية، متقطعة.
ويبكي لشعوره بالجوع بعد مرور ساعتين أو ثلاث ساعات من موعد الرضاعة السابقة، ويبكي أيضاً بسبب قلة إدرار اللبن حالة إجهاد الأم أو في حالة توترها، مع مراعاة أن نسبة إدرار اللبن تقل في رضعات فترة المساء عنها في النهار.
ويبكي الرضيع في أحيان كثيرة عطشاً واحتياجاً للماء بين الرضعات، والتي يمكنه تناولها ابتداءً من الأسبوع الأول، 3 ملاعق صغيرة 3 مرات يومياً، خاصة إذا كان يرضع لبناً خارجياً.
ومرات يبكي الرضيع بعد الانتهاء من الرضاعة من الثدي مباشرة؛ لرغبته في الاستمرار في مص الحلمات، وقد يستعيض عن ذلك بمص أصابع يديه.
ويبكي بعد إتمام الرضاعة ووضعه في فراشه لرغبته في التجشؤ مرة أخرى، وتخليص المعدة مما تبقى فيها من هواء، وبعدها قد يحتاج للرضاعة مرة ثانية؛ نظراً لإفراغه معدته.
برودة جسم وأطراف الرضيع في الشتاء، أو الشعور بالدفء الزائد نتيجة تدفئة الحجرة أو كثرة الأغطية تجعل الرضيع يبكي أيضاً.
ويشتد بكاؤه لرغبته في تغيير حفاضه المبلل بالتبول والبراز... ولالتهابات المقعدة، ومرات يبكي أثناء التبول نتيجة ضيق فتحة البول...مما يستلزم توسيعها.
ويبكي الرضيع لانسداد أنفه وصعوبة التنفس، أو بسبب عدم الارتياح في الوضع الذي نام عليه؛ نام على ذراعه أو يديه، أو لتقيئه وتلامس وجهه مع المواد المقيأة.
وهناك البكاء بسبب التقلصات المعوية؛ حيث تلاحظ الأم أن رضيعها يضم الفخذ نحو البطن ويحمر وجهه ويبدو وكأنه يحذق، وقد تخرج منه بعض الغازات.
يبكي مساء وتستمر النوبات ساعة أو ساعتين، وتفشل كل محاولات تهدئته، ويرجح أنها نتيجة التوتر الذي تراكم على الرضيع طوال فترة النهار، أو بسبب تأملاته وتفاعلاته اليومية.
توتر الأم واضطراباتها النفسية وقلقها الزائد تحدث انقباضات وتوتراً في عضلاتها...لدرجة يشعر بها الرضيع أثناء حملها له، فينتقل التوتر له ويبكي!
ويبكي لابتلاع الهواء أثناء الرضاعة، أو لشعوره بتقلصات معوية طبيعية نتيجة لاضطراب في هضم اللبن.