16.1°القدس
15.83°رام الله
14.97°الخليل
22.01°غزة
16.1° القدس
رام الله15.83°
الخليل14.97°
غزة22.01°
الخميس 03 أكتوبر 2024
5.01جنيه إسترليني
5.33دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.78دولار أمريكي
جنيه إسترليني5.01
دينار أردني5.33
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.78

الأقصى وأنبياء السماء

24
24
خالد عواد

إن رحلة اﻹسراء والمعراج لم تكن من باب التسلية للنبي صلى الله عليه وسلم فقط كما يروجون أو كأي رحلة يخرجها المرء، وإنما هي في الحقيقة إيذانا للنبي ببدء مرحلة جديده من الدعوة إلى الله.

نعم سوف تبدأ مرحلة جديدة من الدعوة تتطلب تخطيطا أكثر ووعيا أكبر، المرحلة القادمة هي مرحلة أخطر وأصعب وأدق من السابق، والإسراء مرتبط أحداثه ارتباطا وثيقا بالمعراج وأحداثه، فما جرى للنبي من أحداث في السماء ﻻ تبتعد كثيرا عما سيجري من أحداث على اﻻرض، قديما وحديثا.

لذلك فإنك تجد الناظر في أحداث المعراج يجد أن اﻷمر مرتبط بالمستقبل وأحداثه من حيث جمع أنبياء دون الباقين، أنبياء كان لهم تجارب مع أحداث ستجري ﻷمة النبي صلى الله عليه وسلم في قادم اﻷيام، وأخبار النبي أنك يا محمد قادم على صراع جديد، قادم على ترك وطن وعلى دخول طرف ثان وثالث في الصراع هما اليهود والمنافقون.

ففي المعراج قابل النبي في السماء اﻻولى آدم عليه السلام، وهو أمر طبيعي أن يقابل أبا البشر في البداية، مرحبا به مقرا بقيادته للبشر النبي حال ادم كيف عاد الى وطنه الذي خرج منه وما هو السبيل والطريقة التي سلكها للعودة للوطن.

ويقابل في السماء الثانية عيسى ويحيى ابناء الخالة، مقرين للنبي بالرسالة وهما اقرب اﻻنبياء زمانا اليه، فمن الطبيعي ايضا ان يلتقي بهما للاستفادة من تجربتهما مع اليهود وايذانا منهما انك يا محمد أمام اﻻمم سواء العرب ام العجم أم اليهود الذين اصبحوا نصارى.

ويقابل في السماء الثالثة يوسف عليه السلام مستفيدا من تجربته في إقامة الدولة التي أنت قادم على إنشائها، وكيف انه استطاع رغم ابعاده عن وطنه وفقد ابويه من اقامة دولة، وسوف تتعرض لظلم كما تعرض يوسف من ظلم اقارب وابعاد عن وطن، وانك سوف تنتصر وستقوم بالعفو عمن ظلمك واخرجك من وطنك كما فعل اخوك يوسف.

ويقابل في السماء الرابعة ادريس عليه السلام، وهنا نسجل مرحلة جديدة وهي مرحلة القتال في سبيل الله التي سوف تقدم عليها، ادريس كان اول من اطلق سهما في سبيل الله اول المجاهدين على اﻷرض، يسلم راية الجهاد الى آخر اﻻنبياء المجاهدين على اﻻرض.

وفي السماء الخامسة يجد هارون عليه السلام وقد اخرج من وطنه ايضا مستفيدا من لينه في الدعوة، وانه بكل ما تمتع به من طيبه ولين لم تفلح ابدا مع اليهود شذاذ الآفاق، ﻻ ينفع ابدا معهم الرحمة وقد جربها في قينقاع وبني النضير، حتى جاء الحكم عليهم في بني قريظة بالقتل مكبرا بحكم الله على لسان سعد من فوق سبع سموات.

وفي السماء السادسة يجد موسى الذي اخرج من وطنه ومات بعيدا عنها، مستفيدا استفادة عظيمة من تجربته مع بني اسرائيل في التخفيف عنا في الصلاة، مستفيدا كيف عالج موسى بني اسرائيل، وايذانا من موسى الى أمة التوراة أن محمدا هو نبي اﻻنبياء وان اي شريعة ﻻ تؤمن به شريعه مصيرها النار.

وفي السماء السابعة يختتم مشوار اﻻنبياء بأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام الذي أخرج من وطنه أيضا والذي ينتسب إليه اليهود والنصارى ظلما وزورا، ليشاهد النبي الرجل الذي ببركة دعائه كنت من أنبياء العرب والقائل في دعائه أهل مكة: (ربنا وابعث فيهم رسوﻻ منهم).

يجد ابراهيم معلنا اي شريعة تنتسب الى ابراهيم ولم تؤمن برسالة محمد هي شريعة كاذبة، محمد يؤم اﻻنبياء باﻻرض ايذانا بقيادة جديدة للبشر، فمن قاد اﻻرض قاد السماء.

إن رحلة المعراج إلى السماء كانت من أجل إخبار النبي انك سيد الثقلين وسيد الكواكب وسيد البشر سيد اﻻرض، سيد اﻻنبياء في اﻻرض وفي السماء سيد اﻻنبياء في الجنان.

المسجد اﻻقصى سيحرر وسيعود ﻷمة الإسلام، ولكن علينا أن ننظر في نهج الأنبياء في السبيل الذي سلكوه من أجل عودتهم الى أوطانهم، كي نسير كما ساروا.

ﻻ يهمني أين انا اﻵن وفي اي ارض اكون طالما انا لله خارج وطني ام داخله ولكنني اصنع أملاً جديدا من اي بقعة اكون فيها، انه جهاد نصر او استشهاد.