يحلم الجميع بإنجاب أطفال أذكى منهم وأكثر تفوقا ونجاحا، وتشير بعض الدراسات إلى أن الأجيال الجديدة هي بالفعل أكثر ذكاء من الأجيال السابقة، ولكن مع تطور التكنولوجيا وتنوع طرق اللهو للأطفال والمسؤوليات للأهل، كيف يمكن ضمان أن يستمر الأمر كما هو، وأن تكون الأجيال القادمة أكثر ذكاء من الجيل الحالي؟
البداية منذ الولادة
تستطيعون تنمية ذكاء طفلكم منذ اليوم الأول لولادته، فكما ذكر موقع "بارنتس" (Parents)، يمكن تحفيز ذكاء الطفل عن طريق بعض الأمور البسيطة ولكن البعض قد يغفل أهميتها، مثل التواصل البصري بين الأهل والطفل، فإلى جانب أنها تُشعر الطفل المولود بالأمان، فهي تنمّي ذاكرته البصرية.
يمكن أيضا التواصل مع الطفل في هذه السن المبكرة بتعبيرات الوجه المختلفة، والسماح للطفل بتقليد الوجه الذي تقومون بفعله سواء كان إخراج اللسان أو ضم الشفاه، فهذه الأمور تعني أن الطفل يستطيع أن يترجم هذه الحركات بسهولة.
التسميات بأسمائها
يعد الكلام بشكل طبيعي مع الأطفال في السن الصغيرة واحدا من الأمور المهمة التي يجب على الأهل فعلها، وتسمية الأشياء والأفعال المختلفة بأسمائها الحقيقية، وهو ما يجعل عقل الطفل يتطور سريعا، مع الأخذ في الحسبان أن تكون الكلمات واضحة وتنطق ببطء حتى يستطيع الطفل تمييزها.
وهذا لا يمنع أنه يمكنكم اللعب مع طفلكم بلغة الأطفال غير المفهومة، فهذا أيضا يعد تدريبا للطفل، ولا تنسوا أهمية الغناء معه بمختلف أنواع الأغاني، سواء كانت المخصصة للأطفال أم لا، فالغناء له مهمته الأساسية هنا وهي أن يميز الطفل النغمات المختلفة.
نصيحة خالدة
التحاق الطفل منذ الصغر بإحدى الرياضات يسهم بتطوير مهاراته، وليس ضروريا أن يتفوق فيها أو أن ينضم إلى الفريق الأساسي للعبة، ولكن من المهم أن يعتاد منذ طفولته الحركة وعدم الكسل، إذ يشير موقع "أول برو داد" (AllProDad) أنه كلما كان الشخص لائقا بدنيا كان أفضل أكاديميا، حسب قوله.
للألعاب العقلية أيضا دور كبير في تنمية الذكاء لدى الأطفال، سواء كانت الشطرنج أم الأحجية وحل الألغاز البصرية البسيطة، مثل استخراج الصورة المختلفة، كذلك الألعاب الاعتيادية التي قد يظن البعض أنها غير ذات فائدة كبرى، مثل تركيب المكعبات والألعاب الورقية المختلفة، فكل لعبة تنمي جزءا مختلفا من عقل الطفل، وقد يميل طفلكم إلى لعبة رافضا الأخرى، ولذلك دعوه يختار اللعبة التي يشعر أنها ملائمة له.
من البديهي معرفة أن القراءة مع الطفل تساعد في تنمية ذكائه، ولكن مع توحش التكنولوجيا في حياتنا اليومية أصبح من الضروري التنبيه لهذا الأمر، لأن البعض بدأ يظن أن المحتوى التعليمي في الفيديوهات والقصص المسموعة في مختلف المواقع قد تُغني عن هذا الأمر، ولكن هذا ليس صحيحا على الإطلاق، فبالإضافة إلى المحتوى التعليمي للقراءة، فإن الوقت الحميمي الذي يقضيه الطفل بصحبتكم هو أمر يساعده في الشعور بالأمان والسعادة، ويزرع داخله عادة القراءة التي ستستمر معه حتى الكبر.
الفنون والذاكرة
تختلف أنواع الذكاء لدى الأطفال والأشخاص عامة، لذا يجب عليكم توجيه طفلكم تجاه الاستمتاع إلى الأمور الفنية مثل الرسم أو الموسيقى، فقد أثبتت بعض الدراسات أن ممارسة الطفل للفن بأي شكل من أشكاله، يسهم في جعل الطفل شخصا أفضل على أكثر من مستوى، سواء الإنساني أو التعليمي، ويساعد في تنمية الذاكرة لديه.
وكما ذكرت الدراسة التي أجراها بعض الباحثين في جامعة أركنساس، فإن الطفل الذي مارس الفن يستطيع تكوين حكم أفضل على الأمور، مقارنة بذلك الطفل الذي لم يدرس الفن بشكل كاف.
وأشارت الدراسة إلى أن الفن من الممكن أن يكون موسيقى أو رسما أو رقصا أو غناء أو أيا من أنواع الفنون التشكيلية أو المرئية، فأي نوع من الفنون الذي يستهوي الطفل هو النوع المناسب له، فلا يوجد نوع واحد صحيح يجب على الطفل ممارسته.
مهمات مهملات
هناك بعض الأمور التي يظن كثيرون أنه ليس لها أثر كبير في الأطفال وتنمية قدراتهم، مثل التنزه في الحدائق العامة والسير بالأماكن المفتوحة، فهذا يعطي الطفل الفرصة لملاحظة أمور لا تحدث داخل جدران المنزل أو المدرسة، فلا تكتفوا بذلك بل اصطحبوا الأطفال برحلات للمتاحف الموجودة في بلادكم وازرعوا بداخلهم حب السفر وعززوا فضولهم الإيجابي.
من الأمور المهمة التي طرحها موقع "فوربس" ضرورة وجود حيوان أليف في المنزل، فالحيوانات معلم غير اعتيادي للطفل وتستطيع تعليمه أمورا لن يستطيع أي إنسان أن يعلمها له.
إضافة لذلك فإن مسؤولية الطفل تجاه الحيوان الأليف تطوّر لديه بعض القدرات العقلية، التي يمكن تطويرها أيضا بأن يكون الطفل مسؤولًا عن بعض المهام المنزلية البسيطة أو المساعدة في أمور المنزل التي يستطيع إنجازها وحده.
النوم ليلا
في النهاية يعلم الجميع أننا لا نستطيع التفكير بشكل جيد عندما نكون مرهقين، والأطفال لا يختلفون عنا كثيرا، فقد أوضح موقع "إيه بي سي ليرنينغ سنتر" (ABC Learning Center fl) أن الأطفال الذين يحصلون على حصة وفيرة من النوم أثناء ساعات الليل تحديدًا تتطور مهاراتهم العقلية بصورة أفضل، إضافة لتطوير الذاكرة والانتباه، وهو ما لا يمكن تعويضه بالنوم نهارا.
حصول الطفل على نوم كاف وغذاء متوازن مع شعوره بالحب والأمان، هذا يعني أنه طفل سعيد، وأنه مستعد الآن للتعلم وتنمية قدراته وعقله.