الطفل يتعرض للكثير من مشاكل النوم بعد العام الأول من عمره؛ مثل صعوبة الخلود للنوم أو الاستيقاظ أثناء النوم والمشي بالمنزل، ومرات تتركز المشكلة في صورة تخيلات مرعبة أو كوابيس، أو مجرد الخوف من الظلام والليل...عن المشكلة والأسباب ودور الأم يحدثنا الدكتور إبراهيم شكري استشاري طب الأطفال.
معظم الأطفال يستيقظون في الليل عدة مرات عندما يتقلبون في الفراش فإن لم يزعجهم، أو لم يجذب انتباههم شيء يعودوا للنوم مرة أخرى من دون أن يشعر الأهل باستيقاظهم.
هناك مقلقات يتعرض لها الطفل أثناء نومه على الأم تجنبها مثل: ألا تذهبي إلى حجرة طفلك؛ للاطمئنان عليه إلا إذا نادى عليك طالبًا شيئًا.
اربطي في أعمدة سرير طفلك كلًا من السكاتة، اللعبة، الشيء الذي يضمه قبل النوم؛ فإن استيقظ من نومه وجدها بسهولة دون حاجة إلى إيقاظك.
اجعلي الطفل ينام في حجرة أو مكان بعيد أو معزول عن الضوضاء الخارجية؛ حتى لا يقلق ليلًا.
كثيرًا ما يتسبب جوع الطفل ليلًا -بسبب إرهاقه لعدم استطاعته أن يأكل جيدًا قبل النوم- في استيقاظ الطفل؛ لذلك على الأم تحضير كوب لبن كشراب سريع.
الاعتقاد بأن تقليل الشرب في فترة المساء وقبل النوم قد يؤدي إلى تقليل عدد مرات التبول أثناء النوم ليس صحيحًا؛ والصواب أن تدعي طفلك يشرب ما يكفيه طالما يريد، وإلا فإن العطش سيجعله يستيقظ أثناء الليل.
5 أسباب لاستيقاظ طفلك ليلًا:
1- التجول في المنزل أثناء الليل: الطفل في آخر السنة الثانية من عمره يتعلم كيف يذهب إلى الأم بدلًا من أن ينتظرها، ولو نزل بأمان من سريره دون أن يصاب بأذى، وأصبح حرًّا فسوف يفعل ذلك ليلة بعد الأخرى.
...هناك صعوبة في حل هذه المشكلة، لكن على الأم أن تحاول أول الأمر منع الطفل من مغادرة فراشه بالذهاب إليه عندما يستيقظ لتطمئنه بوجودها بالمنزل، ثم تتركه بسرعة من دون أن تحاول رفعه من فراشه وحمله معها إلى فراشها أو حجرتها.
2- التخيلات المرعبة: وهي تظهر حينما يبدأ الطفل في البكاء فجأة والاستنجاد بالأم بعد استغراقه في النوم، من المفيد هنا أن تسأل الأم طفلها عما يضايقه...ربما كان قادرًا على إخبارك عن السبب والتحدث معك عما يقلقه ويخيفه، مما يجعله أحسن حالًا فيشعر بالأمان ويهدأ وينام.
... هذه التخيلات غالبًا تتعلق بحيوانات مخيفة أو وحش غريب من صنع خيال الطفل، أو من قصة قصت عليه أو رؤية فيلم.
...إذا كانت المشكلة التي تقلق طفلك هي الخوف من دخول الغرباء للمنزل، فاشرحي له أن أي شخص ليس من الأسرة لا يستطيع أن يدخل المنزل؛ لأن الأبواب مغلقة والنوافذ عالية جدًا ويحتاج فتحها إلى مفتاح.
3- الكوابيس: لا تستطيع الأم ربطها بأي أحداث أو قصص حقيقية، وإنما تعتبر مظهرًا من مظاهر القلق والحيرة بسبب أفكار وأشياء وحوادث تخيف الطفل وتقلقه، وتدور في خاطره وداخل وجدانه، وتختفي بانتهاء المخاوف.
...هنا على الأم أن تسرع إلى الطفل عندما يصرخ في نومه؛ حيث إن وجودها وحضنها للطفل يطمئنه في الحال، وإن خرجت من المنزل لسبب ما فعليها أن تختار شخصًا يعرفه الطفل ويثق فيه؛ حتى يشعر بالأمان.
4- الاستيقاظ ليلًا دون سبب واضح: الطفل هنا لم يستيقظ بسبب حلم مزعج أو كابوس ولا يبدو الخوف عليه، ولا يحتاج إلى أي شيء؛ والسبب أن الطفل يندهش لوجوده بمفرده مستيقظًا في منزل هادئ، فيحاول أن يتحدث إلى أمه أو ينادي عليها ليطمئن.
...دور الأم أن تطمئن طفلها وقد تسمح له بالنظر في كتاب أو إعادة ترتيب لعبه في الحجرة؛ حتى ينام مرة ثانية.
5- الخوف من الظلام والليل: وللحد من هذا الخوف على الأم أن تترك لمبة ذات ضوء خافت في حجرة الطفل؛ كي لا ينادي عليها عندما يستيقظ ليلًا، وهذا الخوف يعد مظهرًا من مظاهر قلق الطفل وحيرته.
...المعالجة تكون بإضاءة نور ما ليلًا، ولا تتناقش معه أثناء استيقاظه، ولا تظهر أي انتباه إذا تكلم الطفل عن أشياء مرعبة، وأخيرًا لا تفعلي أي شيء قد يوقظه طالما أن الطفل يمكث في فراشه.