يقال إن محمود عباس اخبر مسؤولينا بأنه يستعد للأسوأ، وتتسرب معطيات عن ان الرئيس الفلسطيني يخطط اكثر للتواجد في عمان بعيدا عن رام الله تحسبا واستعدادا للأسوأ.
لا زلت ارى ان على عباس أن يقف على عتبة مرحلة تاريخية، فلا مجال امامه اذا ما اعلنت امريكا ضم الضفة او المستوطنات لإسرائيل الا برمي مفتاح السلطة في وجه الجميع.
بعض الاردنيين قلقون من اتصالات سرية «قد تكون» بين عباس والامريكيين، وبتقديري هذا قلق غير مبرر، فموقف عباس صلب وحائر يحتاج الى تصليب اردني، يفوق منسوب التشكيك.
لا زلت ارى ان اية محاولة او خطة او صفقة مهما كان مصدرها او كانت روافعها، لن تتماسك او تصمد ما دام الفلسطيني يرفض ولا يوقع.
محمود عباس ببنيته الذاتية لا يمكنه اعلان انتفاضة او دعم تمرد في مناطق الضفة، فما فعله ياسر عرفات عام 2000 بعد فشل قمة كامب ديفيد الشهيرة لا يملك ابو مازن ان يقترب منه حتى.
لكنه بالمقابل لن يوقع، لن يرضخ لمشيئة كوشنير ونتنياهو، لأنه يعلم ان موافقته ستكون النهاية له ولتنظيمه الفتحاوي، وهنا نسأل: ما خيارات الرجل، او قل ما الذي يدور في ذهنه؟
ليس امام عباس الا انهاء الدور الوظيفي للسلطة الوطنية الفلسطينية، ولن يكون الامر بمجرد انهاء التنسيق الامني، فالخطوة لابد ان تكون اكبر واكثر حسما وتتناسب مع مشروع تصفية القضية الفلسطينية.
حل السلطة هو الطريق الوحيد لوقف كل الصفقات والمؤامرات التي تحاك في واشنطن وتل ابيب وبعض عواصم المنطقة، لا خيار الا بالإقدام على هذه الخطوة.
اردنيا، علينا ان لا نتحسس من حل السلطة، وعودة الاحتلال للضفة، فرغم آثار ذلك على امننا واقتصادنا، الا انه لا يعادل تلك الاثار التي سيخلفها موافقة الفلسطينيين على صفقة القرن.
ما اقوله ليست مجرد امنيات، بل هي خارطة طريق فلسطينية ذكية يمكن الاستناد لها للرد على عربدة الاسرائيلي والامريكي، فكم اتمنى ان يكون ابو مازن بخبرته قد ادرك ان اللعبة اصبحت صفرية، وتحتاج الى نهاية تؤسس لبدايات.