تجربة الولادة من أصعب الخبرات التي تمر بها النساء، لا سيما الولادة القيصرية لما تسببه من أثر يلازم الأم لسنوات طويلة، قد يمتد لأكثر من عشرة سنتيمترات في بعض الأحيان، ويترك ندبات بأشكال مختلفة، الأمر الذي يفقد الأم ثقتها بنفسها كأنثى ويؤلمها نفسياً.
وقد تساهم الحمية في استعادة وزنها قبل الولادة، لكن من الصعب أن تتخلص من تلك الندبة التي التصقت بجسدها، لكن أطباء التجميل أكدوا أن غالبية تلك الندبات لها حلول يمكن القيام بها في المنزل، حتى أن ما يستحق تدخل أطباء جراحة التجميل يكون بسيطاً وسهلا.
يجب أولا أن تتعرف المرأة على نوع الأثر الذي تركته الولادة القيصرية لديها، ومن ثم اختيار العلاج المناسب، بحسب إسلام حسين طبيب جراحة التجميل، هناك أربعة أنواع للندبات الناتجة عن الجراحة القيصرية ربما هي الأشهر، لكل نوع منها علاج خاص.
النوع الأول: خلايا زائدة بشكل عشوائي
وما يعرف علمياً باسم الـ Keloids، هو تجمعات من الجلد الزائد غير المنتظمة وهي طريقة من تكيف الجسم على الالتئام ولكن تتسبب في وجود خلايا بارزة على سطح الجلد المعتاد وبشكل غير مستو وفي أغلب الأحيان تكون أغمق من الجلد العادي، والمشكلة أن بعض النساء تُصيبهن الحكة بتلك المنطقة، لذلك من الأفضل التخلص منها.
نسبة كبيرة من الأمهات المصريات يخضعن للولادة القيصرية (الجزيرة)
ويتم ذلك عن طريق علاجات حسب شدة البروز، تبدأ بكريمات تجميلية تحتوي على Tretinoin/Retin-A، أو الحقن الموضعي ببعض مشتقات الكورتيزون أو لاصقات سليكون، وحالات قليلة تحتاج لتدخل طبي بالليزر أو جراحة بسيطة جداً في حالة عدم الاستجابة، لكن غالبية المريضات يستجبن لكريم تجميل لمدة ثلاثة أشهر أو لاصقات السليكون.
النوع الثاني: زوائد بطول وحجم الجرح
هي نوع آخر من الندبات ويكون أيضاً على هيئة خلايا جلدية مرتفعة عن السطح العادي للجلد لكن بشكل منتظم ومباشر على مكان الجرح، وعادة تكون وردية اللون أو أغمق قليلاً من الجلد، هذا النوع تستخدم له لواصق السليكون أيضاً للضغط على مكان الندبة وإعادة تسويتها مع باقي الجلد، كما يستجيب أيضاً للحقن لتقليل الالتهاب فيه ونادراً ما يحتاج لتدخل جراحي.
وينصح في هاتين الحالتين بالوقاية بعد إزالة الخلايا الزائدة من خلال كريمات تحتوي على Imiquimo الذي يعمل على وقاية الجلد من تجمع خلايا جلدية زائدة مرة أخرى.
النوع الثالث: اسمرار شديد بمكان الخياطة
تزداد التصبغات مع المرأة خلال فترة الحمل، منها ما يختفي بعد الولادة ومنها ما يستمر، ويتحول خط جرح الولادة إلى لون غامق، وهو أمر مزعج لكن في نفس الوقت من أسهل أنواع الندبات في التعامل ولا يحتاج لأي تدخل جراحي، بل فقط بعض كريمات التفتيح التي تحتوي على: هيدروكينون وكريم ترتينوين والكورتيكوستيرويدات وحمض جليغوليك (GA) وحمض أزيليك.
الذهاب إلى طبيب الجلدية يحسم لكِ النوع المناسب، لكن عليكِ أن تعرفي رغم سهولة التعامل مع هذا النوع بدون تدخلات فإن الكريمات الموضعية تأخذ وقتا طويلا قد يصل من ستة إلى ١٢ شهرا حسب حجم التصبغ وقابلية الجسم للعلاج، ولا يوجد حل سحري في مدة قصيرة، وأهم شيء أنه خلال فترة العلاج يجب تجنب تعرض هذه المنطقة لأشعة الشمس المباشرة.
النوع الرابع: خط أبيض يشبه البهاق
كثير من الأمهات تنزعج إذا وجدت منطقة الجراحة القيصرية أصبحت شديدة البياض، لدرجة أنها قد تصف البقعة بعلامة "بهاق". والوصف إلى حد ما حقيقي، فهو اختلال في صبغة الميلانين بسبب إصابة طبقات الجلد العميقة واختلال بصبغة الميلانين، وبعض الحالات لا تحتاج علاجا ومع مرور الوقت تعود البشرة لطبيعتها.
ولكن في الحالات المزعجة، من الممكن علاجها بالحقن الموضعي سواء بمشتقات الكورتيزون أو بعض أنواع الـ filling لإعادة النسبة الطبيعية من الصبغة للجلد أو بكريمات موضعية تحتوي على بعض مشتقات الكورتيزون، وتستخدم من مرتين لثلاث بالأسبوع لمدة عام بها، ويحدد طبيب الأمراض الجلدية أو جراح تجميل الجرعة المناسبة حسب شدة الحالة.
العلاج المبكر
وأضاف طبيب جراحة التجميل للجزيرة نت أن خياطة الجرح تلعب دورا مهما، ويمكن الاستعانة بأطباء جراحة التجميل لخياطة الجروح القيصرية كما يحدث في كثير من المستشفيات، وإن تعذر ذلك فزيارة جراح تجميل في مرحلة مبكرة كالتي تلي فك الغرز مباشرة وأثناء التئام الجرح قد تكون مناسبة، حيث يصف الطبيب بعض الكريمات التي لها دور فعال في التئام الجروح بشكل كبير، وتعزز الالتئام دون ندبات لكن تلك الكريمات لا تصبح فعالة إن التأم الجرح بالكامل، ذلك لأن العلاج المتأخر يحتاج فترة علاج طويلة.
وتعتبر الندبات والتصبغات الناتجة عن الجراحة القيصرية أمرا طبيعيا، وقد تحدث نتيجة أسباب أخرى غير الجراحة القيصرية، وعادة تلتئم الندبات بمرور الوقت دون تدخل وتترك آثاراً بسيطة، وربما هي علامة لذكرى سعيدة، فلا تتركي الندبة تؤرقك وتأخذ حيزا كبيرا في نفسك.