في ظل تدهور الأوضاع في سوريا كثفت ايران مؤخراً مساعدتها للنظام السوري، عبر نقل الوسائل القتالية, والاستراتيجية والعتاد العسكري إلى دمشق لتمكين النظام من مواجهة الثوار. وكشفت صحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن مصادر أمريكية قولها أن هذه المساعدات تنقل إلى دمشق في رحلات جوية فوق الأجواء العراقية تقوم بتسييرها شركة الطيران التجارية الايرانية "ماهان اير" التي كانت ضالعة في الماضي بنقل أشخاص وعتاد وأموال إلى قوات القدس الإيرانية وإلى منظمة حزب الله في لبنان، كما تشارك شركة الطيران الايرانية الحكومية "ايران اير" في نقل المساعدات. وكانت ايران تنقل هذه المساعدات عبر المجال الجوي التركي إلا أن توتر العلاقات بين طهران وأنقرة جعلها تسير الرحلات عبر المجال الجوي العراقي، وتنقل بواسطة هذه الرحلات مئات الأطنان من الوسائل القتالية التي يستخدمها نظام بشار الأسد لقمع الثورة ضده. وبحسب تقرير الصحيفة فإن العراق الذي كان قد أعلن انه سيمنع طائرات محملة بوسائل قتالية إلى سوريا من دخول مجاله الجوي عاد يتعاون مع ايران ولا يعمل على وقف هذه الرحلات. وأفادت الصحيفة أن نائب الرئيس الأمريكية جو بايدن كان قد تحدث مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وبحث معه هذه القضية إلا أن الجانب العراقي لم يحرك ساكناً لمنع الرحلات . وذكرت مصادر مطلعة أن شركتي الطيران الايرانيتين اتخذت اجراءات لتمويه نشاطهما في نقل الوسائل القتالية، حيث قامت شركة ماهان اير في تسيير رحلاتها العادية من ايران وإليها إلا أنها غيرت مواعيد الرحلات، في حين قامت شركة ايران اير بتسيير رحلات في مسارات جديدة واستخدمت فيها طائرات أكبر من طراز بوينغ قادرة على حمل 100 طن وقد حطت هذه الطائرات في مطارات عسكرية وليس في مطار دمشق الدولي كما كانت قد أعلنته للجهات المشرفة على الطيران المدني. وإلى جانب هذه المساعدات تواصل ايران ارسال مقاتلين لمناصرة قوات الأمن النظامية, الأمر الذي تم اثباته مؤخراً عندما أسرت قوات الجيش السوري الحر المعارض عناصر من قوات حراس الثورة الايرانية في ريف دمشق .