في معظم أقسام سجن "عوفر" وسط الضفة الغريبة يبرز أسرى مخيم الدهيشة القريب من مدينة بيت لحم كشريحة كبيرة نسبياً مقارنة بالتوزيع الجغرافي للأسرى القابعين فيه. الفتى حمزة جلهم (19 عاماً) من سكان الدهيشة يشير إلى أن عدد معتقلي المخيم في "عوفر" يتجاوز (40) معتقلاً غالبيتهم من الأشبال بين 16-22 عاماً، وبينهم طلبة ثانويين وجامعيين. كما أن القسم الأكبر منهم تعرض للاعتقال أكثر من مرة. كما أن غالبية المعتقلين الحاليين في هذا السجن من المحسوبين على الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وجرى اعتقالهم في 11/12/2011 أي في ذكرى انطلاقة الجبهة. وهناك عدد من المعتقلين من حركة فتح وحماس ولكن أعدادهم محددوة. ويتوزعون حالياً على قسمي 16 و14 إضافة إلى قسم الأشبال. ويشير إلى أن شقيقه محمود يبلغ من العمر 16 سنة يقبع بجواره في قسم الأشبال، كما أن حال أشقاء آخرين أسرى من نفس المخيم منهم الشقيقان حمدان ومحمد العزة. ومن المفارقات أن إحدى غرف قسم 16 كانت تضم فقط أسرى من مخيم الدهيشة، ويتم توزيعهم على باقي الغرف كنوع من الإجراءات التنظيمية التي اكتسبتها الحركة الأسيرة خلال سنوات الاحتلال. من الغرائب التي حصلت مع معتقلي مخيم الدهيشة أن الشبل مصعب العزة -18 عاماً- نُقل إلى قسم الكبار وليس الاشبال، لأن أسرته أخطأت في ذكر تاريخ ميلاده ما أعطاه عمراً أكبر من سنه الحقيقي. وفي الجلسات التعارفية مع أبناء المخيم تبرز حكاياتهم مع أزقته وحاراته التي تعد ملاذهم الوحيد لقضاء أوقاتهم، إضافة إلى ذكريات المواجهات مع الاحتلال في كل مرة يتم فيه اقتحام المخيم. ناهيك عن مواقف التحقيق في "بتاح تكفا" و"المسكوبية". ومن المواقف اللافتة أيضاً أنه في أحد أيام زيارة الأهل اقتصر المتواجدين في ساحة الزيارة على أسرى المخيم، ما جعل الزيارة أشبه بالزيارة الجماعية وسط إشارات الترحيب والاطمئنان من خلف الزجاج الفاصل.