10.01°القدس
9.77°رام الله
8.86°الخليل
16.23°غزة
10.01° القدس
رام الله9.77°
الخليل8.86°
غزة16.23°
الإثنين 02 ديسمبر 2024
4.63جنيه إسترليني
5.13دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.85يورو
3.63دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.63
دينار أردني5.13
جنيه مصري0.07
يورو3.85
دولار أمريكي3.63

خبر: "أشكنازي" فشلٌ وشهامةٌ

بشهامة ورجولة لا يمتلكها أي رئيس أركان حرب عربي؛ اعترف رئيس الأركان الإسرائيلي السابق" غابي أشكنازي" بفشل الجيش الإسرائيلي في امتلاك أي معلومة عن مكان الجندي الإسرائيلي الأسير "جلعاد شاليط"، فضلاً عن عدم امتلاكه القوة العسكرية التي تمكنه من إطلاق سراحه. وأضاف" أشكنازي" خلال مشاركته في مؤتمر للأعمال في جامعة "بار ايلان" قائلا: لقد استطاعت حماس تخبئته بشكل يستحيل على (إسرائيل) العثور عليه! من المؤكد أن هذه الموضوعية لا يمتلكها أي قائد سياسي فلسطيني، ولا أي زعيم عربي، ولا أي رئيس تنظيم فلسطيني، حيث لا يتجرأ أيهم ليقول للشعب الحقيقة عن خيبة جيوش العرب في ساحات الوغى، أو يقول: أخطأنا، أو فشلنا سياسياً، أو ضللنا الطريق، أو تم خداعنا، والسبب يرجع إلى أن قادتنا لا يعرفون عن الديمقراطية الحقيقية شيئاً، وإنما صاروا وفق الولاء، والصداقة، والمعرفة، والثقة العمياء، بينما عدو العرب "أشكنازي" تم اختباره رئيساً للأركان وفق الكفاءة، والقدرة، والاختبار الميداني! فماذا وراء اعتراف "أشكنازي" بالفشل؟ أولاً: هو اعتراف بنجاح كتائب القسام، وتسليم بكفاءة المقاومة الفلسطينية، والإقرار بقدره حركة حماس وأخواتها في أن تكون نداً. ثانياً: اعتراف الرجل بالفشل هو توصية للجهات السياسية في (إسرائيل) بدفع الثمن الذي تطالب به المقاومة دون لف أو دوران، وهذه هي أقصر الطرق لتنفيذ صفقة تبادل أسرى. رئيس أركان حرب جيش (إسرائيل) السابق " جابي أشكنازي" لم يقف بحديثه عند هذا الحد، وإنما طالب بالانسحاب الإسرائيلي الطوعي من أراضٍ عربيه محتلة، محذراً من وقوع حرب، تفرض على إسرائيل التسوية، والانسحاب كرها فيما بعد. لقد أبدا "أشكنازي" في حديثه ضعفاً عسكرياً لم يعرف عنه من قبل، ولاسيما أن الرجل قد اشتهر بالقوة والصلابة والعناد، والتحدي، ولكنه في هذه المرة لم يقل: إن الجيش الإسرائيلي لا يقهر، ولم يقل: إن الجيش لقادر على أن يحتل، ويقتلع المقاومة من جذورها، وإن الجيش سيدمر، ويقتل، ولم يقل: إن يد جيش بني (إسرائيل) طويلة وعملاقة!. لقد بات كلام الثقة بالجيش من عالم الماضي، بل زادنا "أشكنازي" عن الواقع الجديد جملة لها كثير معانٍ، حين قال: :إن حماس لن تحتل النقب، وإن حزب الله لن يحتل الجليل" وما يعكسه هذا الكلام من تخوف عسكري إسرائيلي جدي من التحولات الاستراتيجية التي طرأت على الميدان، فبعد أن كان الجيش الإسرائيلي ينقل المعركة بعيداً عن حدود الدولة العبرية، ويظل اليهود في مأمن من الحرب، صار قادة (إسرائيل) يتحسبون من مفاجأة انتقال المقاومة العربية من خط الدفاع إلى الهجوم. ذلك هو الخوف الذي تخبئه كلمات "أشكنازي" بين طياتها.