مع دخول العشر الأواخر من رمضان واقتراب العيد، تتعرض النساء لضغط يكون عليهن مضاعفا، مع ما يستلزم ذلك من تحضيرات، بالإضافة إلى واجبات شهر رمضان والفرائض الدينية التي يحاولن تأديتها بكل ما أوتين من إيمان، وتنهال عليهن الواجبات الدنيوية التي لا تنتهي من تحضير الإفطار والسحور وتجهيزات عيد الفطر والتسوق لأفراد العائلة.
وتجوب النساء الأسواق لشراء الثياب الجديدة للأولاد، إضافة إلى تحضير الحلوى وزينة عيد الفطر.
وبعض النساء أيضا يشترين المواد الخام من السوق لتحضير الموائد والحلوى والضيافة في المنزل، مما يسبب عبئاً إضافيا عليهن.
فكيف تستطيع المرأة ترتيب وقتها بحيث تكون وفيّة لإيمانها وواجباتها المنزلية في الوقت نفسه؟
في الواجبات الدنيوية
- يجب على المرأة أن تنال قسطا وافرا من النوم، وأن تنتبه جيدا لراحة جسدها لتكون قادرة على تحمّل الأعباء القادمة.
- لا بد من التذكير أولا بشرب الماء الكافي والفيتامينات أثناء السحور لتعطي جسمها القوة اللازمة والطاقة للقيام بأعمالها على أكمل وجه دون تعب.
- من الممكن تحضير بعض المأكولات لثلاثة أيام دفعة واحدة، ورغم تعب يوم التحضير فإن ذلك يكسب المرأة راحة البال والجسم في الأيام التالية. وتوضع المأكولات في الثلاجة جاهزة فقط للتسخين. ومن الممكن أيضا أن تشتري بعض المأكولات الجاهزة لتتفرغ أكثر لأعمالها في الأيام القادمة.
- إدارة الوقت في هذه الأيام هي السر الأكبر في إنجاح مهماتها، ويجب أن تكون هذه الإدارة واعية وذكية.
- على السيدة أن تفكر بشكل عملي، كأن ترتدي ثيابا مريحة عندما تذهب للتسوق، وأهمها أن يكون الحذاء ذا كعب منخفض، أو حتى من دون كعب لتخفف تعب القدمين وتسرع عملية البحث.
وأن تحمل حقيبة خفيفة تحتوي على المال والبطاقات المهمة والهاتف فيكون حمل الحقيبة واستعمالها مريحاً.
- من الممكن أن تذهب المرأة إلى السوق في ساعات الظهيرة التي تعتبر أقل زحمة من الليل، فتأتي بأغراضها من أماكن محددة تجد فيها ما يلزمها مثل المحلات الكبيرة، فلا تقضي أو تضيّع وقتها على الطرقات.
- من المهم جدا تحضير لائحة بالمواد والحاجات التي يجب شراؤها قبل الذهاب للسوق، ووضع الخيارات المحتملة.
- من الضروري أن تتشاور المرأة والرجل وأفراد العائلة في ما يريدونه في العيد، وتحديد ميزانية لمصاريف العيد والحاجات التي يريدونها.
- تستطيع المرأة اصطحاب أولادها بعد عودتهم من المدرسة مباشرة لمحلات الثياب لاختيار ملابس العيد، وكلما أنجز هذا الأمر بسرعة يرتاح بالها، خاصة أن بعض الأطفال والمراهقين يكون اختيارهم صعبا وغير محدد.
- من الجيد أن تتضمن كل لائحة جدولا زمنيا لإنجازها، حتى يصبح إنجاز المهمات سهلا.
في الواجبات الدينية
مع كل هذا، يبقى ألا تهمل السيدة واجباتها الدينية بسبب الانشغال بواجباتها الدنيوية، إذ يجب أن تخصص وقتا لها لا يزعجها فيه أحد؛ لتستطيع التركيز على عباداتها وقراءة القرآن الكريم وإقامة الصلوات والدعاء والشعائر الرمضانية.
- يعتبر عمل السيدة على إعداد وتأمين طعام الإفطار والسحور والاهتمام بالأولاد ودراستهم وتثقيفهم الديني وجه من وجوه العبادة، ويكسبها الكثير من الحسنات.
- وتحتاج أيضا لتتفرغ لأداء العبادات مع الأطفال، ثم بعد نومهم، ومن الممكن أن تشارك زوجها في ختم القرآن والصلاة معا.
- من الممكن أيضا أن تقسّم سور القرآن على الأيام العشرة على أن تكون قد ختمته في هذه الأيام.
- من المهم أن تجعل السيدة أفراد عائلاتها متفهمين أنها تحتاج وقتا خاصا لإقامة شعائرها وصلواتها، واحترام هذا الوقت فلا يقاطعها أحد إلا في الحالات الضرورية.
- تستطيع السيدة خلال تنقلها بسيارتها أو بالنقل العام أن تسبح ربها وتتلو الأدعية فتستفيد جيدا من الوقت المهدر على الطريق.
- تستطيع أيضا تأجيل متابعة المسلسلات ومشاهدتها على الإنترنت بعد العيد لتتفرغ للعبادة.
الرجل سند في الاهتمام والعبادة
لتكون مهمة تنسيق الوقت سهلة تحتاج السيدة لتدوين ووضع خطة وميزانية وجدول زمني لكل شاردة وواردة، ولا تؤجل أي مهمة ليوم آخر. بل على العكس، إذا انتهت باكرا من مهمة ما تبدأ بمهام اليوم التالي كي لا يغدرها الوقت.
وتستطيع السيدة الاستعانة بزوجها، خاصة إذا كانت عاملة، لجلب بعض الأغراض والمساعدة في الاهتمام بالأطفال وتحديد الميزانيات لكل تفاصيل العيد.
للزوج دور كبير في جعل زوجته قادرة على الاهتمام بتفاصيل صلواتها، فيكون سنداً ومشجعاً لها، ماداً يد المساعدة والمشاركة. وتعتبر إقامة الصلوات معاً من أثمن اللحظات الروحانية بين الزوجين.
وهكذا دواليك، تمر الأيام العشرة دون تعب كبير، وتبقى السيدة بكامل طاقتها وصحتها وعافيتها في يوم العيد.
