حين يكون لديك جار جيد فإن الفقر والجوع والنار لا تعنيان لك شيئا ... فإذا اشتعلت النار كان الجار للجار أمام أعين الجماهير العفوية انطلقت الطائرات وتحرك الجنود بأمر من رئيس يحكم مائة مليون رقبة ...
انطلقوا خفافا وثقالا وساعدوا عدوكم وعدو الله في إطفاء حرائقهم ... لم ينتظر أن يُطلب منه المساعدة من باب الأفضل أن تفعل خيرا والأفضل منه فعله قبل أن يُطلب منك. ثم اتصل على من يسمونه ملك اليهود وأخبره أننا في الخدمة.
ثم توجه الجرذ الكبير نتنياهو إلى الرئيس وشكره على الملأ ووجه رسالة تهديد إلى أهل غزة الذين اتهمهم أنهم من أشعلوا النار وأمر بمصادرة شحنة البالونات المتوجهة إلى غزة .. كي يحرمهم فرحة العيد عيد بأي حال عدت يا عيد.
الذين يلجؤون للعنف وتغذية الكراهية .. هم في الواقع جبناء ويُمجدون العبيد ويكرهون الأحرار الذين لا
يستعرضون ذكورتهم في فراش الزوجية فحسب بل يذهبون إلى الموت برؤوس مرفوعة .
انكشفت الخدعة حيث التقطت الأقمار الصناعية الروسية صورا ليهود يُشعلون النار في أشجارنا وبيوتنا التي سرقوها منا ... أين الفرار ؟
مادام هناك يهود ولصوص وعنصرية ... لن تتوقف حربنا معهم ... ولتحترق هذه المرحلة ... لعل الهوة التي نعيش فيها تتقيأ موتاها .
كلنا يعلم أن اليهود قتلة ... ولكن قلة منا من يعرف أن هناك محترفين لا يحتاجون إلى بندقية من أجل القتل ...
بل أعطهم كرسيا أو منبرا أو ميكروفونا ... وسترى كيف تترامى الجثث على الأرصفة .
مئة مليون عقل عطّل تفكيره ... وأغمض عيونه ... ووضع رأسه تحت الأقدام .. من أجل ماذا؟
من أجل حفظ حق الجوار وطابور الجمعية للحصول على المواد التموينية ... من قال لا ؟ لم نسمعه حتى تُجار الكلمات لم يمنحونا لحن الوداع الأخير ..
تحركت طائرات صديق عدونا .. ليقال عنه أنه يُغيث الملهوف وقد قيل ... وما تحرك لسانه أمام الطفلة عائشة اللولو التي أراد أبواها مرافقتها إلى القدس لإجراء عملية لها ... خرجت عائشة من غزة بدون أهلها ... ورافقها الموت إلى مثواها الأخير ... .
أين حق الجار
حين تضحك في وجوهنا وتحفر خنجر غدر في ظهورنا .
قد نصرخ بأعلى قهرنا ... أمام صيفٍ واحدٍ يُعيد علينا خيباتنا المتكررة ... الفاصل الوحيد بينهم عامان من الحزن والدم النازف من صفحات تاريخ امتلأ بالكذب والنفاق والخيانة ... عام 1946 نُجّهز لكم الخيام ...
ونحصي لكم عدد المخيمات لاستقبالكم ... وسنعطيكم كيس طحين كي تصنعوا خبزا تأكلون ... وما هي إلا سنوات خدّاعات ... في عام 1948 تم التشريد والتهجير ... الأرض لا تعنيكم ... الإنسان أولا ... قبل الأرض
والتاريخ ... الجار للجار ، نحن نحمي ظهوركم .
إن الأشياء التي لا تكتمل لا يمكن أن تنتهي ... فالوطن الذي قرأنا عنه في الكتب المدرسية ... لم نلتق به إلا والبندقية مصوبة على رقابنا .
إننا نتظاهر بأننا أناس عاديون ... مثل الذين يقيمون حفلات لأعياد استقلالهم ونصدق الشائعات لكي يستمر هذا الطيش في ممارسة دور جنازة تنتظر حفارا يواريها تحت التراب ... فحق الجار على الجار .
ماذا لو اعتذرنا عن كل ما ثرثرنا به ... ماذا لو اكتفينا بالقليل من الحياة ... لنتعلم العيش في زقاق ودهاليز تعج بصراخ الأطفال ... ورائحة النفايات تخنق الأنفاس ... ماذا لو أتقنا فن الخيبة ... مع كل الجيران عن اليمين والشمال والأمام والخلف ومن فوق ومن تحت ... الكل يذهب لمسجد واحد ويصلي لإله واحد ... وتجفف ثيابهم شمس واحدة ... كيف سنفكر بكل هذا الألم الذي يصيبنا ... ؟
لا أحد يرتكب حماقة التفكير الكبير ... فالضيق في قلوبنا وليس في مكان يجمعنا .... نكاد نأكل بعضنا البعض ...
ومن يحكموننا يفرحون بنا فالذين يغادرون ماضيهم وتاريخهم هربا من نهايات لن يحتملوها يفقدون القدرة على إكمال حياتهم كما يرغبون ...
ستقولون كل هذا من أجل مساعدة جار لجاره .
ألم تسمع بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه.
هل فهمت؟
ليأخذ عدونا ميراثه ولتذهب بحكمتك إلى الجحيم .