هزيمة نكراء مني بها العدو الإسرائيلي في عقر داره وفي مناطق خارج حساباته أدت إلى مقتل ثمانية من جنوده أو يزيد وإصابة العديد من الصهاينة، في عملية تؤكد على أن الصراع هو صراع أدمغة وأن الصهاينة ليسوا وحدهم من يملك القدرة على التخطيط، بل هناك من لديه المقدرة ليخطط وينفذ ويحقق الهدف. عملية أم الرشراش بغض النظر عن الذي يقف خلفها تؤكد على أنه لا يوجد مستحيل، وأن كل شيء ممكن، وأن هزيمة هذا العدو أمر ممكن وربما يكون سهلاً، فهذه العملية العسكرية المحكمة دليل على أن المقاومة تطور من تفكيرها، وتسعى بما لديها من طاقة إلى الوصول إلى أفضل الطرق للنيل من العدو والوصول إليه في أي مكان والاشتباك مع قواته وإيقاع الخسائر في صفوفه كما حدث يوم أول من أمس. العدو حتى الآن لم يكشف عن الطريقة التي وصل بها المقاومون، وهو في حالة تخبط، فمرة يقول إنهم من الأراضي المصرية، وتارة أخرى يقول إنهم من قطاع غزة ، وثالثة إنهم من الضفة الغربية، حتى عدد المهاجمين لم يستطع العدو تحديدها رغم إعلانه عن استشهاد سبعة من المهاجمين وكل ما لديه معلومات تخمينية وتحذيرات عربية مع الأسف. الاحتلال الصهيوني في رد فعله كان متخبطا، فقام باستهداف المنازل الآمنة حتى لو كان بداخلها قادة المقاومة فهذا ليس مبررا لقصفها وتدميرها، ثم يواصل العدو عدوانه ويقصف الأماكن المدنية والتي ختمها بقصف مبنى يعود لوزارة الثقافة الفلسطينية وهو قيد الإنشاء، ما أدى إلى تدميره وإصابة العشرات من المنازل بأضرار بالغة، ردة فعل المتخبط والضعيف، هناك مقاومون يواجهون جنودًا مدججين بالأسلحة، وهم يهاجمون في غزة بيوت المدنيين والأماكن المأهولة بالسكان ولا يراعون أي قيم حضارية أو إنسانية، فالغاية بالنسبة لديهم تبرر الوسيلة، والغاية عندهم هو مزيد من القتل والإرهاب وسفك الدماء. غزة ستبقى شوكة في حلق العدو، وغزة ستبقى صامدة بأهلها ومقاومتها، غزة ستتصدى للعدو كما تصدت من قبل، ولن يفت في عضدها هذا الإرهاب الصهيوني، لأن غزة تملك إرادتها وقرارها وحددت هدفها، وهو العمل على تحرير الأرض والإنسان. غزة ستبقى على أهبة الاستعداد لأي حماقة من قبل هذا العدو، ولن ترفع الراية البيضاء، وستصمد مع رجال المقاومة وتلتحم معهم وتشاركهم وتحميهم ولن ينال هذا العدوان من عزيمتها أو تماسك بنيانها. المقاومة الفلسطينية عليها أن تعلن حالة التأهب القصوى، وأن تستعد للتصدي للعدوان والدفاع عن النفس وعن الأرض والشعب، لأن العدو يعد العدة لعدوان على القطاع، وقد تكون هذه من اللحظات الفاصلة والحاسمة والتي سيحاول بها العدو أن يحسم أمره مع قطاع غزة والمقاومة لأن تفكيره منصب على القضاء على المقاومة بأي ثمن. المعركة القادمة نعتقد أنها ستكون فاصلة، ولكنها لن تكون كما يريد لها العدو، وأن المقاومة لن تستسلم وستصمد وستنتصر، وبعدها سيكون هناك واقع مختلف تنكسر فيه شوكة هذا العدو، وتكون هذه المعركة لها ما بعدها، سيعلو فيها الحق ويُتبر الباطل ويُقضى عليه. الشعب الفلسطيني مطلوب منه أن يُبدي صمودًا وصبرا لا مثيل له، لأن بهذا الصمود والصبر سيتعزز النصر، هدف العدو لن يقتصر على المقاومة بل سيشمل الجميع وسيعمل قبل وأثناء المعركة على النيل من عزيمة ونفسية وحدة الصف، فعلينا أن نحذر من الحرب النفسية التي سيقدم عليها العدو قبل المعركة وخلالها، والتي ستفشل أمام الوعي الجماهيري بالمخطط الصهيوني. على المقاومة أيضا أن تشكل غرفة عمليات، لتوحيد الجهد وتبادل الأدوار وتوزيع المسئوليات والعمل وفق خطة شاملة حتى تكون ضربات المقاومة أكثر تأثيرا في العدو الذي سيعمل على إطالة أيام المعركة لاستنزاف الإمكانيات التي بحوزة المقاومة؛ لذلك التخطيط والتنسيق يمكن له أن يواجه ما يخطط له العدو وسيطول الصمود، ما سيفشل مساعي العدو في ضرب المقاومة والقضاء عليها. نحن لا نتمنى لقاء العدو، ولكن إذا فرضت علينا المعركة سنواجه ونقاوم وسنصبر ونصمد ولن نستسلم؛ لأننا نوطن أنفسنا على قضية إيمانية إما نصر أو شهادة، هذه النهاية التي يمكن أن تكون، وكلاهما خير.َ
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.