خرج مئات "اليهود" والمسلمين في مظاهرة بالعاصمة الألمانية برلين للمطالبة بحق الطائفتين في إجراء الختان الديني. وطالب المتظاهرون بتأمين قانوني لعمليات الختان الديني للذكور الصغار، منددين بقرار محكمة مدينة كولونيا الذي اعتبر الختان إيذاء بدنيا يستوجب العقاب. وكانت محكمة الولاية في مدينة كولونيا أول محكمة تعتبر ختان الأطفال الذكور اعتداء على أجسامهم، مبينة أن الحق الذاتي في حرية تصرف الإنسان في جسده يتم انتهاكه لدى هؤلاء الأطفال من خلال هذه العملية الجراحية. ووعد فولفجانج تيرزه نائب رئيس البرلمان (بوندستاج) المتظاهرين بالعمل على إصدار لائحة قانونية لعمليات الختان. ويذكر أنه من بين المشاركين في المظاهرة "لالا سوسكيند" الرئيس الأسبق للطائفة "اليهودية" في برلين وكينان كولات رئيس الطائفة التركية في ألمانيا. وزاد الحاخامات "اليهود" في أوربا من ضغوطهم ضد الحكم الذي أصدرته إحدى المحاكم الألمانية في مدينة كولونيا بحظر الختان، مطالبين بإلغائه ورفع الحظر عن ختان الذكور، وذلك في مؤتمر عقدوه في برلين في يوليو/تموز الماضي. واعتبر مؤتمر الأحبار الأوروبيين قرار إحدى المحاكم بمدينة كولونيا غرب ألمانيا بمنع الختان القائم على أسباب دينية أنه "ربما أشد هجوم على الحياة اليهودية داخل ألمانيا منذ المحرقة النازية"، حسب تعبير رئيس اتحاد الأحبار اليهود، الحبر بنشاس غولدشميت. وأشار غولدشميت إلى أنه على قناعة من أن ختان الأطفال الصغار القائم على أسباب دينية هو أمر دستوري مؤكد داخل ألمانيا. وأعرب الحاخام الأكبر (لإسرائيل) يونا ميتسغر، عن أمله في أن تحل المشكلة "من خلال التشريع في ألمانيا". وأشار الحاخام إلى أن حكم محكمة كولونيا "غير مريح بالنسبة لنا، لأن الختان يعتبر أحد الفرائض في الشريعة اليهودية". وكانت محكمة في مدينة كولونيا قد أصدرت حكما، في قضية طبيب حوكم بسبب قيامه بختان صبي مسلم في الرابعة من عمره عولج بعدها بيومين من نزيف بعد الجراحة. وقضت المحكمة بتجريم الختان غير الطوعي لأسباب دينية لأن من شأنه أن يسبب أضرارا بدنية خطيرة لأشخاص لم يوافقوا عليه، لكن الحكم قال إن الصبية الذين يختارون الختان بإرادتهم الواعية يمكن إجراء الجراحة لهم. ولم تعلن أي حدود عمرية للموافقة ولا أي تفاصيل محددة أخرى. وأثار الحكم جدلا واسعا في ألمانيا وردود فعل غاضبة من جانب اليهود والمسلمين في ألمانيا على حد سواء. ومن المنتظر أن تصدر هيئة البريد في ألمانيا طابعا يذكر الشعب الألماني بأن "المسيح أجرى له الختان قبل 2000 عام في اليوم الثامن من ولادته " ، حسب زعمهم وذلك بعد أن فرضت محكمة ألمانية حظرا مثيرا للجدل على ختان الذكور في إحدى مناطق البلاد. ويظهر في الطابع -الذي سيصدر في الذكرى السنوية المئتين لإنشاء جمعية الكتاب المقدس الألمانية في 11 سبتمبر/أيلول- صفحة من العهد الجديد تتضمن وصفا "ليسوع وهو يجرى له الختان". وقالت جمعية الكتاب المقدس إنه تم الانتهاء من تصميم الطابع قبل بدء المناقشات الساخنة حول الختان لكنها لا تعتزم تأخير موعد الإصدار. ويحمل الطابع -الذي سيبلغ ثمنه 85 سنتا- فقرة من إنجيل القديس لوقا تتضمن كلمات تقول "في اليوم الثامن عندما حان ختان الرضيع.. أطلق عليه اسم يسوع". وكانت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال نشرت يوم الاثنين 27 أغسطس/آب بيانا أعربت فيه عن تأييدها لعمليات ختان الأطفال الذكور. وذكرت إرشاداتها الجديدة أن الفوائد الصحية لهذه العمليات الجراحية تزيد عن مخاطرها.