عمل الزوجة في نفس المكان مع زوجها قد يبدو للبعض أمرا رومنسيا، لكنه في الواقع قد يتسبب في العديد من المشاكل التي قد تؤدي إلى الانفصال.
بيد أنه إن تم التحكم في كيفية سير الأمور والانتباه للتفاصيل الصغيرة، فسيتحول الأمر إلى منحة عظيمة، مثل مساعدة كل منهما الآخر في أمور العمل، ويتسنى للطرفين العودة للمنزل في نفس الموعد، وتفهم كل طرف لمشاكل العمل التي يمر بها الطرف الآخر.
ومن أجل الحصول على كل هذه المميزات، يجب تخطي المشكلات التي يتسبب فيها عمل الزوجين معا في نفس الشركة، وتتمثل في الآتي:
فصل العمل عن الحياة الشخصية
هذه القاعدة يجب تطبيقها حتى في الزيجات العادية، إذ لا يجوز نقل مشاكل العمل إلى المنزل.
وعندما يعمل الزوجان معا في نفس الشركة، فيجب الحرص والتأكيد على ألا تؤثر مشاكل المهنة على علاقتهما الشخصية، وكذلك التعامل بشكل طبيعي في الشركة دون التأثر بالخلافات الزوجية.
في حال وضعت هذه القاعدة بشكل واضح مع الحرص على تطبيقها، فإنه لا يمكن أن يتأثر أي مكان -سواء العمل أو المنزل- بمشاكل المكان الآخر.
أما في حال صعوبة تطبيق هذه القاعدة بشكل كامل ولا مفر من الحديث عن الأمور الخاصة بالعمل في المنزل، فينصح موقع "ذا بالانس كاريرز" (The BalanceCareers) بتخصيص وقت محدد خال تماما من أحاديث العمل، مثل وقت تناول العشاء وقبل الخلود للنوم بفترة كافية.
وهذه الاستراحة القصيرة للغاية من مشاكل العمل ستساعد الزوجين على تذكر أنهما في الأصل زوجان وليسا زميلا عمل.
الاحترام المتبادل دائما وأبدا
من الواجب التأكيد عليه، إذ إن الاعتياد على وجود أشخاص معينين حولك طوال الوقت أحيانا قد يزيل حائط الانتباه لطريقة توجيه الكلام إليهم، لذا في حالة العمل مع شريك الحياة في نفس المكتب يجب الانتباه لنبرة الحديث وطريقة المعاملة أكثر من أي شخص آخر.
هذا الاحترام يشمل أيضا عدم مقاطعة الشخص الآخر سواء في العمل أو المنزل، وتركه ينهي حديثه كاملا قبل البدء في التحدث، لأن الرغبة في توضيح وجهات النظر المختلفة بسرعة والدفاع عنها يحول أحيانا النقاش إلى مباراة من الصراخ تكون دائما سيئة العواقب.
المساحة الشخصية والحياة الروتينية
رغم أن وجود الزوجين معا طوال اليوم تقريبا قد يكون سببا في تقاربهما، فإن الأمر نفسه كثيرا ما يؤدي لنتائج عكسية، فقد يشعر أحد الزوجين أو كلاهما بانكماش مساحته الشخصية لصالح مساحة الحياة المشتركة، وهذا قد يؤدي بدوره إلى شعور بالاختناق والمحاصرة، لذا فإن ترك بعض المساحة الشخصية -سواء في العمل أو في الحياة الزوجية ووقت الفراغ- هو أمر واجب في هذه الحالة.
ويمكن للحياة أن روتينية جدا، ولا يجد الزوجان ما يتحدثان بشأنه في المنزل.
فكل منهما يعلم عن عمل الآخر كل شيء، لذا يجب الحرص على أن يكون لكل طرف فيهما هواية أو وقت فراغ يقضيه بمفرده أو بصحبة أصدقاء غير مشتركين، إذ سيساهم ذلك في إيجاد مواضيع مختلفة للتحدث بشأنها ويكسر حدة الحياة الروتينية.
الغيرة المهنية
وهي مفيدة أحيانا إن كانت موجهة ضد زملاء عمل عاديين، لكن إن كانت موجهة ضد شريك الزواج فهنا قد يصبح الأمر خطرا وبحاجة إلى التعقل، فإن دخلت الغيرة -حتى إن كانت مهنية- بين الأزواج، فستؤثر حتما على مشاعر الحب والمودة بينهما، لذا فإن أفضل حل يقترحه موقع "ريدرز دايجست" (Reader's Digest) هو أن يكون طرفا العلاقة في أقسام مختلفة من الشركة، وإن لم يتح هذا الأمر فيجب أن تكون مسؤوليات ومهام كل منهما واضحة بشكل لا لبس فيه.
أما في حالة ترقية أحدهما دون الآخر، فيجب على الطرف الذي حصل على الترقية ألا يزيد في مظاهر الاحتفال بها، وعلى الآخر أن يشعر بالسعادة الحقة لشريكه، مدركا أن نجاح أحدهما هو بالتأكيد نجاح لكليهما.
ويجب الانتباه قدر الإمكان ألا يكون أحدهما مديرا على الآخر، لأن هذا يساهم في توليد مشاعر سلبية لا يمكن تجنبها.
الزواج يأتي أولا
مهما كانت قوة العمل وأهميته، يجب وضع الزواج في المرتبة الأولى قبله، وهذا الأمر يعود للزوجين وليس إلى طرف واحد منهما فقط.
فإن وجد الشريكان أن عملهما معا في نفس المكان سيسبب أزمة زوجية، يجب على أحدهما التنازل والتضحية بالعمل مقابل إنقاذ الزواج، هذا ما يقترحه موقع "إنتريبرينير" (Entrepreneur).
ولا يعني التضحية بهذا المنصب الابتعاد عن مجال العمل تماما، ولكن ربما لا يستطيع هذان الزوجان تحقيق الموازنة الصعبة بين الزواج والعمل معا.