الجنرال عاموس جلعاد رئيس معهد هرتسيليا الحالي والمتحدث السابق باسم الجيش الاسرائيلي ورئيس شعبة الامن السياسي في وزارة الامن السابق ايضا قال: «الكيان الاسرائيلي منزل محمي بجدران قوية بينما يأكله النمل الابيض من الداخل» دون ان يحدد هوية النمل الابيض؛ تصريح استبق انعقاد مؤتمر هرتسيليا.
تصريح يؤكد مرة اخرى ومن على منبر مؤتمر هرتسيليا طبيعة المخاطر التي يواجهها الكيان الاسرائيلي؛ فالفساد الاداري والمالي كبير مستشر ارتبط اغلبه بحقبة نتنياهو وزوجته سارة؛ واضيف اليه فساد اعظم في القضاء الصهيوني.
ورغم ذلك فإن عاموس اشاد بنتنياهو في تعامله مع ملف ايران وهو فساد بحد ذاته؛ اذ تجاهل حقيقة ماثلة امامه تؤكدها الاحداث اليومية ان الخطر الذي يواجهه الكيان الاسرائيلي داخلي بامتياز ومرتبط الى حد كبير
بحقبة نتنياهو.
ما يحدث في الكيان يكشف عن انعدام الرؤية وغياب اصحاب العقل وارتفاع منسوب الاعتماد على الحلفاء الخارجيين وهو فساد اعظم؛ مخاطر تفوق التحديات والمخاطر الخارجية بل وتتحمل مسؤولية تعاظم المخاطر الخارجية وتعاظم الهجرة الى خارج الكيان الاسرائيلي فالعيش عند الحلفاء افضل من العيش داخل الكيان واكثر أمانا.
من محاسن الصدف ان مؤتمر هرتسيليا الذي تعاظم فيه الحديث عن المخاطر الداخلية تصادف انعقاده مع احتجاجات واسعة ليهود الفلاشا في الكيان بعد مقتل مواطن من اصول إثيوبية؛ فأزمة الكيان لا تقتصر على توتر العلاقة بين المتدينين والعلمانية بل وبين الاعراق والقوميات المتنافسة.
ختاما، لن ينهار الكيان في الغد، ولكن مؤتمر هرتسيليا هذا العام مميز فهو ذروة الفساد
في الكيان الاسرائيلي!