«حبال الكذب قصيرة»، لكنها تحتاج إلى شخص ذكي؛ حتى يكتشفها و«يقصها» لتظهر الحقيقة، وهذا تماماً ما فعله أحد القضاة في المملكة المتحدة، بعد أن أثبت بالدليل القاطع كذب ادعاءات سيدة تعمل في الشرطة، بأنها أُصيبت بـ«نوبة تسمم غذائي شديدة» خلال عطلتها، بهدف مطالبة شركة السياحة التي سافرت معها بتعويض مالي؛ حيث كان القاضي أكثر ذكاءً من الشرطية، وفعل ما لم تكن تتوقعه على الإطلاق.
ووفقاً لما ذكره موقع «عربي بوست»، فإن شرطية بريطانية تُدعى «كاتي مايلز»، من الممكن أن تفقد وظيفتها في الفترات القادمة وتواجه حكماً قضائياً، بعد ادعائها بأنها أُصيبت بـ«أشد وأصعب مرض في حياتها» خلال عطلتها، وأن زوجها اضطر إلى دفعها على «كرسي متحرك» في المطار خلال عودتهم إلى المنزل. وعليه طلبت «مايلز» تعويضاً مالياً جراء المرض «المزعوم» الذي أصابها.
وتابع «عربي بوست»، أن «أوين كيوسي»، القاضي المسؤول عن هذه القضية، كان أكثر فطنة وذكاءً من السيدة البريطانية، وتمكن من العثور على صور لها، وهي تركب الجمال خلال عطلتها في مصر، وتأكل أطعمة مختلفة بشكل طبيعي، ووصف القاضي «مايلز» بأنها سيدة كاذبة ولا تحمل قيماً أخلاقية سليمة.
وكانت شركة السياحة التي سافرت برفقتها «مايلز»، البالغة من العمر 38 عاماً، التي تعمل في شرطة «نوتنغهامشاير»، قد رفضت طلب الأخيرة بالحصول على تعويض مالي عن المرض الذي زعمت أنها أُصيبت به؛ ولذلك توجهت السيدة البرطانية إلى المحكمة، آملة في الحصول على مبلغ 360 جنيهاً إسترلينياً؛ أي ما يعادل تقريباً 400 دولار أمريكي، تعويضاً من خلال القانون.
وعندما توجهت إلى المحكمة، طلب القاضي من «مايلز» أن تعطيه أدلة من هاتفها الشخصي على ادعاءاتها، إلا أن الصور التي كانت قد التقطتها خلال رحلتها، كشفت عن أنها لم تكن مريضة على الإطلاق، وأنها كانت بصحة ممتازة بعكس ادعاءاتها بأنها ظلت حبيسة السرير بسبب المرض. وعُثر في هاتفها على صور لها وهي تركب الدراجات النارية الصحراوية، في اليوم نفسه الذي ادعت فيه مرضها. كما عُثر على صور ومقاطع فيديو أخرى لها وهي تمتطي جملاً خلال الرحلة، وثالثة وهي تستمتع بتناول الشواء في الصحراء المصرية، رغم أنها ادعت بأنها لم تأكل أي شيءٍ هناك.
وبعد أن أثبت القاضي «أوين كيوسي» كذب ادعاءات السيدة البريطانية، حكم عليها بدفع المصاريف القانونية لشركة السياحة والسفر التي اتهمتها، والبالغة 2776 جنيه إسترليني. وبعد أن تم إثبات كذب «مايلز» والحكم عليها، أوضحت «راشيل باربر»، نائبة رئيس شرطة «نوتنغهامشاير»، أنه على الرغم من عدم تقديم شكوى بحق «مايلز»، فإنه سيتم فتح تحقيق شامل في القضية واتخاذ الإجراءات اللازمة؛ وذلك لأن من فعل ذلك يعمل في السلك الشُرَطيّ وليس مواطناً عادياً.