حكومة الاحتلال والعدوان تواصل التصعيد العسكري ضد قطاع غزة. الطائرات قصفت مواقع عديدة في غزة، وركزت على مواقع تدريب القسام. وفي الوقت نفسه قتلت ستة من المواطنين باعتبار أنها كشفت عن نوايا بعضهم فأدركت أنهم يخططون لأعمال عسكرية فقررت اغتيالهم. القتل على النوايا هو استباحة لدماء المواطنين، وهو استخفاف بالقانون، وبالشعب، ويجدر ألا يكون استخفافًا بالمقاومة. التصعيد العدواني له في وسائل الإعلام الصهيونية والمصادر الحكومية مستويان: الأول هو القصف والقتل في الميدان، والثاني: النبرة العالية على المستوى السياسي التي تدعو إلى احتلال جزء من قطاع غزة، وتخطئة عدوان (رصاص مصبوب في 2008) لأنه لم يسفر عن احتلال محور (فيلادلفيا) في رفح. عن مقاربة التصعيد السياسي والتصعيد العسكري تقفز مجموعة من الأسئلة بعضها يقول: لماذا؟! وبعضها يقول لماذا الآن؟! الإجابة اليقينية تحتاج إلى معلومات من داخل مؤسسة حكومة العدوان، وهذا غير متوفر لي، ولكن الإجابة التحليلية تقول بواحد من احتمالين معقولين، الأول مرجوح، والثاني راجح، فأما المرجوح فهو الذي يدعي أنه ثمة موقف جديد، وقرار جديد بتغيير سياسة التعامل مع غزة، والقيام باجتياح موسع واحتلال مواقع محددة، وهذا الرأي ربما يستند إلى مطالب اليمين المتطرف، الذي يميل دائمًا إلى العنف مع غزة، ولا يحسن الحسابات المحلية والإقليمية. وأما الرأي الراجح فهو الذي يقول بأن هذا التصعيد المبرمج سياسيًا وعسكريًا يستهدف ابتزاز قطاع غزة، وابتزاز حماس، والإيقاع بين فصائل المقاومة، لتمزيق حالة التوافق في إدارة المقاومة بما يخدم فكرة خلط الأوراق الداخلية واستجلاب معلومات عن المقاومة وعن قدراتها في غزة. ويستهدف تثبيت معادلة التهدئة على قواعد الردع العسكري كما تحدده دولة الاحتلال، إضافة إلى تقديم رسائل ذات دلالة إلى مصر في العهد الجديد. الطرف الفلسطيني، وبالذات قادة المقاومة، يقرؤون جيدًا حالة التصعيد في موجتها الجديدة، وهم خبراء في تحليل اتجاهات عمل دولة الاحتلال، وهم على تماس بما يصلح شأن الشعب ويحفظ كرامته وعزته، وهم على علم وخبرة بما يصلح شأن المقاومة كخيار استراتيجي للشعب الفلسطيني حتى يرحل الاحتلال عن أرضنا المقدسة. غزة لديها حصانة ضد الابتزاز، وعندها حصانة ومناعة ذاتية جيدة ضد العدوان والاجتياح، وهي قادرة على إيلام العدو، ولن ترفع الراية البيضاء لتفوق العدو في النيران، وهي تعلم أن اليوم ليس كالأمس، وأن حال عدونا في يومنا هذا ليس كحاله في أمسنا، وقد عبر بعض قادته عن هذا المتغير المسكون بالقلق أن كتلة كبيرة في عديد من الدول ستكون في يد الإخوان المسلمين في المدى القريب والمنظور.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.