18.9°القدس
18.66°رام الله
17.75°الخليل
19.73°غزة
18.9° القدس
رام الله18.66°
الخليل17.75°
غزة19.73°
الأربعاء 25 ديسمبر 2024
4.57جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.79يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.57
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.79
دولار أمريكي3.65

خبر: الإعلام الجديد ودور الرقابة

هل يتحول الإعلام الجديد إلى أداة للرقابة على أداء السلطات الحكومية وغير الحكومية، سؤال بات مطروحا في ظل غياب الرقابة الحقيقية من الجهات المسئولية عن الرقابة، من قبل مؤسسات الحكومة الرقابة إما لتقصير في عملها أو نتيجة ضغوطات تمارس لمنع قيام الرقابة بواجبها خوفا أو حرصا للتغطية على بعض الأخطاء. الإعلام الجديد ساحة مفتوحة وبلا حدود وفضاء واسع للنشر بلا حسيب أو رقيب وإن بذلت بعض السلطات جهودا مكثفة في البحث عن وسائل للمراقبة والحد من نشاط هذه القادم والذي بات يشكل خطرا على بعض النظم والسياسات الحكومة نتيجة إمكانية أن يشكل أداة رقابة فاعلة قد تقلق كثيرا هذه الحكومات التي لا تعمل بشفافية ونزاهة في قضايا الجمهور ومصالح الناس وتعمل كمن يدس رأسه في التراب معتقدا أن الناس لا تراه نتيجة انه لا يرى الناس فترة دس رأسه في التراب وعندما يرفع رأسه يرى الحقيقة المرة التي حاول إخفاءها عن الناس تلاحقه وتكشف عوراته. والأمر كذلك على الحكومات والسلطات المختصة أن توفر جهد المراقبة والرصد وملاحقة النشطاء على هذا الإعلام الجديد من خلال الوضوح في العمل والوضوح في السياسات وإدراك أن كل الناس تسمع وترى وتخلط الحابل بالنابل ولا يزيل الغبش ويجلي الصورة إلا الحقيقة والمعلومة الصحيحة لأن المجالس اليوم غير مؤتمنة والسرية باتت من العملات النادرة وباتت الألسن تذيع كل ما تقع عليه العين أو تسمعه الأذن. على أي حكومة أن تعمل جاهدة على التواصل مع الجمهور من رأس الهرم فيها وصولا إلى كل الوزراء ورؤساء الهيئات والقامات والمقامات في العمل الحكومي من أصحاب الفئات العليا والتي تشكل خط الحماية الأول لأداء الحكومة والذود عنها والدفاع عن سياساتها ولا يتم ذلك إلا عبر تزويد هؤلاء جميعا بكل المعلومات والحقائق حتى يكون دفاع هؤلاء المسئولين على بينه وبالدليل الواضح وبالحجة المقنعة التي لا تحتمل التأويل. إذا كان عمل الحكومة هو خدمة المواطن وتوفير عوامل الراحة له والعمل على إشباع رغباته وطموحاتها فمن باب أولى أن تكون الحكومة أكثر الناس حرصا على مشاركة الجمهور ووضعه في صورة ما يجري بكل التفاصيل التي تخدم عملها ، وإشراك المواطن في صنع القرار يساعد الحكومة على أن يتقبل المواطن القرارات ويتحمل المسئوليات كاملة طالما انه كان شريكا في صنعها. وعليه على أركان الحكومة في أي مكان من هذه الأرض أن يكون لهم نشاط تواصلي مع الجمهور وأن يكون لهم حسابات في الإعلام الجديد، وان يحددوا لهم أيام أو ساعات للتواصل مع الناس والرد على التساؤلات، ووضعهم في الصورة الكاملة والاستماع إلى شكواهم ومطالبهم فهذا سيساعد على إيجاد علاقة بين الجمهور والمسئول؛ لأنه في ظل هذا الإعلام الجديد لم يعد هناك مكان للسرية وأن أجهزة الرقابة والتنصت عالية الجودة والمتصيدين كثر والأعداء أيضا، ومن الصعب مواجهة هؤلاء من قبل الحكومة لوحدها وفي نفس الوقت من الصعب مواجهتهم في ظل غياب المعلومات والحقائق والشفافية مع أفراد المجتمع. أوقفوا عمليات الملاحقة والمراقبة لأدوات الإعلام الجديد لأنها جهد ضائع فهي بلا حدود ، واعملوا على تشجيع الناس على التواصل معكم من خلال مواقعكم ونشاطاتكم على هذه الوسائل بكل صدق وشفافية فقد تخدع الناس مرة؛ ولكنك لن تخدعه في كل مرة، وسرعان من يكتشف الناس الخداع وعندها لن تصلح سياسة الترقيع والاعتذار (وكان قصدي ومش قصدي)، فالمواطن حساس وذكي. سارعوا أيها المسئولون بالعمل على التواصل مع الجمهور فهو رصيدكم الذي ينفعكم كما ينفع القرش الأبيض في اليوم الأسود، وكونوا بين الناس، ولامسوا همومهم، فإن لم يكن بشكل مباشر فعبر الإعلام الجديد سهل التداول وسهل الوصول وسريع الانتشار ويصعب محاصرته أو مراقبته أو الحد مكنه.