نشر موقع "ميديكال نيوز توداي" البريطاني تقريرا تحدث فيه عن الطريقة الحديثة التي اكتشفها العلماء لتجديد البشرة، وذلك من خلال استخدام أشعة الليزر وحمض الريتينويك لعلاج تلف الجلد.
وقال الموقع، في تقريره إن التقدم في السنّ وتأثر البشرة بعدّة عوامل خارجية مثل أشعّة الشمس والتعرّض للأشعة فوق البنفسجيّة، يؤدي إلى تلف الجلد وظهور بقع داكنة وتجاعيد. ويُمكن لبعض العلاجات التجميلية، على غرار الليزر والتقشير الكيميائي والتقشير السطحي التقليص من علامات الشيخوخة.
وذكر الموقع أن الخبراء يتوقعون أن تشهد إيرادات صناعة تجديد البشرة ارتفاعا من 17 مليار دولار خلال سنة 2018 إلى حوالي 25 مليار دولار بحلول سنة 2025. ولكن وعينا بكيفية استخدام التقنيات التقليدية من قبل أطباء الجلد وجراحي التجميل وطريقة عملها على بشرتنا لا يزال في بدايته.
وأورد الموقع أن باحثين من قسم الأمراض الجلدية في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز في بالتيمور، يسعون إلى جانب متعاونين محليين ودوليين إلى توسيع فهمنا بخصوص العمليات الجزيئية التي تقوم عليها تقنيات تجديد شباب الجلد. وفي دراسة حديثة نُشرت في مجلة "نايتشرز كوميونيكيشنز"، قدّم الباحثون أحدث نتائجهم حول كيفية تقديم علاجات أفضل للجلد على المدى الطويل.
وأشار الموقع إلى استخدام الدكتور لويس غارزا، وهو أستاذ مساعد في الأمراض الجلدية في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز وفريقه، لبيانات وخزعات جلد مأخوذة من 17 امرأة خضعن للعلاج بنوع شائع من الليزر، واللاتي أكّدن أنهن لاحظن تحسن بشرتهن من أضرار الأشعة فوق البنفسجية. وفي بحث سابق، أظهر الدكتور غارزا أن خلايا الجلد التالفة تفرز أنزيم رنا ثنائي الشريط، الذي يعمل بدوره كإشارة خطر ويجدّد الجلد وبصيلات الشعر لدى الفئران.
وفي الدراسة الحالية، وجد الفريق أيضًا زيادة في التعبير عن الجينات المُشارِكَة في إنتاج حمض الريتينويك حيث يلعب مشتق الفيتامين إيه دورًا رئيسيًا في التطور الجنيني، ويُساهم في تجديد الجلد والأطراف في النماذج الحيوانية. كما يستخدم الأطباء حمض الريتينويك لعلاج الأمراض الجلدية، مثل الصدفية وحب الشباب، ولتجديد شباب الجلد.
وذكر الموقع أنه في زرعٍ تجريبي للخلايا، باستخدام خلايا الجلد البشرية، رأى الدكتور غارزا زيادة في إنتاج حمض الريتينويك عندما طبق الباحثون شكلاً اصطناعيا من أنزيم رنا ثنائي الشريط. وباستخدام الفئران التي تفتقر إلى عدد من الجزيئات مثل مستقبلات (تي إل آر 3)، التي تستشعر أنزيم رنا ثنائي الشريط، وجدوا "قدرة محدودة للتجديد". ويعزون هذا إلى انخفاض مستويات حمض الريتينويك لدى هذه الحيوانات بالذات.
وبيّن الدكتور غارزا أنه "ليس من قبيل المصادفة أن يمثّل تجديد شباب الوجه باستخدام الليزر وحمض الريتينويك علاجين ناجحين ضدّ شيخوخة الجلد المبكرة، وطريقة وقائية لحمايته من أضرار أشعة الشمس وغيرها من أشكال التلف". كما لاحظ الدكتور غارزا "إنهم يعملون بالفعل في نفس المسارات الجزيئية حيث لم تكن هذه المعلومة معروفة من قبل".
ونقل الموقع عن الدكتور غارزا أنه "بالاستناد إلى الماضي فإن الأمر منطقي لأن حمض الريتينويك هو بالفعل ركيزة أساسية في الحد من التجاعيد ولا أحد يعلم ما الذي يؤدي إلى تحفيزه". وتابع قائلا "حاليا، نحن نعرف أن الضرر يؤدي إلى إفراز الخلايا لأنزيم رنا ثنائي الشريط، مما يؤدي بدوره إلى تنشيط مستقبلات (تي إل آر 3) وتوليف حمض الريتينويك".
وفي تجربة أخرى، لاحظ الدكتور غارزا مستويات أكبر من حمض الريتينويك في الجلد بعد تعرض ثلاثة متطوعين لعلاج تجديد الخلايا باستخدام الليزر. وأوضح الدكتور غارزا أن "نتائجنا الحالية تعتمد بالفعل على نتائجنا السابقة. وقد اكتشفنا أن أنزيم رنا ثنائي الشريط يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالإجراءات التي يستخدمها أطباء الجلد بشكل روتيني لمحاولة تجديد شباب الجلد: مثل حمض الريتينويك، والليزر، والتآكل الجلدي، والتقشير".
ونوه الموقع، نقلا عن الدكتور غارزا، بأنه "يبدو أن الآلية الشائعة لدى الفئران والإنسان هي أن الضرر يتسبب في إفراز خلايا الجلد أنزيم رنا ثنائي الشريط، الذي يحفز إنتاج حمض الريتينويك الموضعي الذي يساهم في تجديد الخلايا".
وتساءل الموقع عما إذا كان الباحث يخطط لتطوير استراتيجية علاجية جديدة من شأنها أن تزيد من مستويات حمض الريتينويك في الجسم لتحفيز تجديد الجلد. وقد أكد الدكتور غارزا أن "مركز أبحاث هوبكنز يحمل براءة اختراع تصف نتائجنا، ويمكن استخدامه في معالجة مزيج من أنزيم رنا ثنائي الشريط (حمض الريتينويك) والذي يمكن استخدامه لتعزيز نسب الشفاء والتخلص من الندبات وتحفيز تجديد الخلايا".