اعتبر الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم الديراوي الزيارة المقررة لمسؤولين من حماس والحكومة إلى مصر تطورا في العلاقات المصرية الفلسطينية وخاصة مع حركة حماس بعد أن كانت العلاقات منحصرة سابقا مع السلطة. ويزور رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية برفقة وزيري الداخلية والاقتصاد مصر للقاء نظيره المصري كما يصل رئيس المكتب السياسي خالد مشعل العاصمة المصرية الاثنين 17/9/2012 على رأس وفد وهي الزيارة الثانية له منذ تولي الرئيس مرسي مقاليد حكم مصر بعد الثورة. وأوضح الديراوي في حديث لفلسطين الآن أن الزيارة تركز على الوضع الأمني والاقتصادي ، خاصة الأحداث الأخيرة التي أعقبت الهجوم على الجنود المصريين ومعبر رفح وإقامة المنطقة الحرة كبديل عن الأنفاق التي بدأت جرافات مصرية بردمها. ورفض انتقاد عباس في خطابه الأخير لمصر ، لاستقبالها رسميا هنية ، وقال إن مصر لم تغلق أمام عباس كذلك حماس وهذا حق خاصة وأننا نتعامل من حكومة جاءت بانتخابات ديمقراطية. وأكد الديراوي أن مصر لم تعد حكرا على أحد دون الآخر ، مشيرا إلى زيارات قام بها رئيس السلطة محمود عباس ولقائه بالرئيس مرسي ، معتبرا أن ذلك يصب في إطار تصحيح السياسة المصرية خاصة في تعاملها مع القضية الفلسطينية. وأوضح أن إستراتيجية الرئيس المصري تقوم على ثلاثة محاور : السعي الجاد لإقامة الدولة الفلسطينية وفق الطرح الفلسطيني وتحقيق المصالحة ورفع الحصار عن قطاع غزة. واستبعد الكاتب السياسي تحقيق المصالحة الفلسطينية قبيل نتائج الانتخابات الأمريكية القادمة ، مؤكدا أن أية إدارة أمريكية قادمة ستنظر إلى مصالحها بالرضوخ للمطالب المصرية ، وقال " إن الرئيس الحالي باراك أوباما ليس لديه وقت كافي الآن لتحسين صورة أمريكا". وفيما يتعلق بالمنطقة التجارية الحرة ، أكد على دور مصر ما بعد الثورة في رفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة ، رافضا القول بأن إقامتها يعد إلقاء مسؤولية غزة على مصر. واستغرب الديراوي ما تردد عن شرط موافقة عباس لإقامة المنطقة الحرة ، موضحا أن هذه الأمر شأن مصري مع غزة بحكم الحدود التي تربط الجانبين ، وقال إن عباس في الضفة ولا حدود لنا هناك ونحن نتعامل مع حكومة منتخبة وواقع موجود في غزة يقع عليه مسؤولية تأمين الحدود وتسهيل حركة الأفراد عبر معبر رفح المنفذ الوحيد لأهالي القطاع. وكان القيادي بحماس محمود الزهار ، أكد أن الحكومة قدمت تصورا كاملا للحركة التجارية مع مصر ، فيما نظمت الحركة وقفة احتجاجية أمام الحدود رفضا لردم الأنفاق دون إيجاد البديل.