18.9°القدس
18.66°رام الله
17.75°الخليل
19.73°غزة
18.9° القدس
رام الله18.66°
الخليل17.75°
غزة19.73°
الأربعاء 25 ديسمبر 2024
4.57جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.79يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.57
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.79
دولار أمريكي3.65

خبر: إياكم و تكميم الأفواه

يدور في الأفق ما يوحي بأن هناك من يدبر بليل لملاحقة بعض الكتاب والصحفيين على ما يعبرون عنه من خلال كتاباتهم منتقدين بعض التصرفات لهذه الجهة أو تلك، أو من يكتب خواطر تتحدث عن ظواهر عامة يحاول البعض إسقاطها على نفسه وفق الآية الكريمة يحسبون كل صيحة عليهم ". حذاري أن يتجه التفكير هذا المنحى الخطير لأن حرية الرأي والتعبير مكفولة وفق القانون الوضعي والقانون الشرعي، لا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيكم إن لم تسمعوها، وطالما أن التعبير عن خوالج النفس ورؤى أصحاب القلم لم يمس إنسان بعينه أو يسيء إليه أو ينال من شخصه أو عرضه أو حاول التشهير به وإن اشترك هذا المقصود ببعض ما يكتب واتخاذ الحالة الخاصة وإسقاطها على العامة نعتقد أن الأمر مشروع ولا غبار عليه. هناك طرق متعددة للكتابة وأساليب مختلفة بعضها صريح والآخر فيه من الرمزية ما يكفي للتدليل عن الهدف العام المراد من الكتابة والذي يجب أن يحترم طالما انه لم ينال من أحد بصريح العبارة أو اللفظ وكان الحديث عاما لم يتناول حدث بعينه أو شخص ما، فالنقد والتعبير عن خوالج النفس أو التعبير الأدبي عبر المقال الحكائي فهو أمر لا غبار عليه. أن سياسة تكميم الأفواه لم تعد مجدية ولا تدفعوا الناس نحو الأسماء المستعارة للكتابة تحتها وهي وسيلة يلجأ إليها الكاتب في ظل غياب الحريات وحالة القمع الفكري أو السياسي أو الأدبي، واجهوا الحجة بالحجة وفندوا ما يكتب بالمعلومة والحقيقة والمسائلة لم يعتقد انه يقع تحت طائلة القلم أو يكون عرضة للنقد الهادف إلى تقويم المعوج من السلوك. لم يعد هناك مجال لتكميم الأفواه وكبت الحريات في ظل الإعلام الجديد والذي سبق وان قلنا ان مجاله مفتوح وبلا حدود، والملاحقة والمسألة لمن يكتب لمجرد أن فلان اعتقد انه المقصود دون أن يذكر فهذا مدعاة لجلب الكثير من الإشكاليات والاتهامات عن سوء الوضع الديمقراطي ومساحة حرية الرأي والتعبير. هناك كثير من الأخطاء والتجاوزات قد لا يراها ولي الأمر ومن خلال هذه الكتابات ربما يسمعها أو يقرأ عنها لأن وسائل الإعلام هي وسيلة للرقابة العامة على الأداء والعمل الحكومي عمل مشرع الأبواب ويختلف عن العمل التنظيمي لذلك علينا أن نأخذ في الاعتبار هذه القضايا خاصة أننا عانينا ردحا من الزمن من كبت الحريات وتكميم الأفواه ولازال جزء من أبناء الوطن ملاحقون ومحاسبون ليس فقط عما يقولون بل بما يفكرون فلا تستنسخوا تلك الأجواء وكونوا أكثر انفتاحا على ما يقوله الناس وخاصة ما يقوله الكتاب ضعوه في الاعتبار وادرسوه وراجعوا وحاسبوا، فالنفس البشرية أمارة بالسوء سواء كان بقصد أو بدون قصد وفي كلاهما يحاسب المسئول ويسأل وينتقد على المستويات المختلفة. لا تخشوا القلم المسئول أو المنتقد واعملوا على حمايته لا ملاحقته ودعموا مواقفكم بالحقيقة والمعلومة الصادقة والمصارحة مع الجمهور ، لا أخاف عليكم من النقد أو ممن ينقد ولكن الخوف كل الخوف من القمع والملاحقة والمسائلة لأن كلاما يكتب أو يقال لم يرق لهذا المسئول أو تلك الجهة يجب أن بلاحق ليوقف عند حده ليس هكذا يمكن وقف الناس عند حدود معينة ولكن بالحجة السليمة والحقيقة الناصعة والاعتراف بالخطأ لو كان هناك خطأ، من يعمل يخطئ ومن يخطئ يجب إن يحاسب ومن يحسن يجب أن يجزى مقابل ما أحسن، ففعلوا قانون المحاسبة ولا تُقلبوا المسيء من هذه الجهة إلى تلك وكأنكم تكافئوه على ما قصر.