كان والدي رحمه الله يقول إن رئيسة وزراء الكيان الصهيوني غولدا مائير ظلت مستيقظة طوال ليلة إحراق المسجد الأقصى عام 1968 تراقب ردود فعل الدول العربية والإسلامية على تلك الجريمة، فلما طلع الصبح ولم يصدر سوى خليط من بيانات الاستنكار والشجب والتنديد، تنفست الصعداء ونامت ملء جفنيها.
رحمك الله يا والدي، فقد مت قبل أن يصبح الشجب والتنديد والاستنكار بضاعة مطلوبة مفقودة!! وبتنا نرى في الشجب والاستنكار شجاعة لا توازيها شجاعة!! وصار الشجب والاستنكار دليلاً على الوطنية والحرص على القضية!!
رحمك الله يا والدي فقد مت قبل أن تشطب بعض الأنظمة الرسمية عبارات التنديد والاستنكار من مقرراتها الدبلوماسية تجاه العدو الصهيوني فقط.
قد كانت القدس في يوم من الأيام عروس عروبتهم، وأصبحت اليوم مطلقة هائمة على وجهها، حتى إن الأنذال لم يدفعوا مؤخر الصداق وتهربوا من النفقة!!