قال الدكتور "موسى أبو مرزوق" -نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس- إن الرئيس المصري "محمد مرسي" :"تحركه مصالح بلاده القومية"، مدللاً على ذلك بقوله إن الأنفاق بين مصر وقطاع غزة :"أغلقت بشكل لم يحدث في عهد الرئيس السابق حسني مبارك". ولفت إلى أن الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" غاضب من "حيادية مصر الجدية" تجاه الأطراف الفلسطينية. وأعرب أبو مرزوق، في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، عن اعتقاده بأن مقولة "مصر تقف على مسافة واحدة من الفصائل الفلسطينية"، ليست جديدة في السياسة الخارجية المصرية، وقال: "هذه المقولة كانت تقال على مدى سنوات عديدة وكان يرددها الرئيس مبارك والراحل "عمر سليمان" (نائب الرئيس السابق، رئيس جهاز المخابرات المصرية سابقا) باستمرار ولم يغضب أبو مازن؛ لأنه حينذاك لم تكن هذه المقولة حقيقة.. كانت مصر في ذاك الوقت منحازة مائة في المائة للسلطة الوطنية الفلسطينية". وفيما يتعلق بالاحتجاجات الشعبية في الضفة الغربية المحتلة، أوضح القيادي في حماس إن ما يجري هناك لا ينحصر في إطار البعد الاقتصادي فقط، فالضفة تقع تحت الاحتلال ويمارس عليها الظلم، مؤكداً أن الوضع في قطاع غزة مختلف لأنه يقع تحت الحصار. وأضاف: "المشكلات الموجودة في القطاع تختلف عن الموجودة في الضفة، وإذا ثار سكان قطاع غزة سيثورون ضد من حاصرهم وليس ضد من يحكمهم؛ لأن المتحكم في المشكلات التي تواجه أبناء القطاع من مياه وكهرباء ومجاري دول مجاورة، بالإضافة إلى دولة العدو، حيث إنها قبل ذلك كانت تزود القطاع بالكهرباء والبترول والسولار مباشرة". ونفى أبو مرزوق عزم الحركة إقامة تمثيل دبلوماسي مستقل عن السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، مشدداً على إن تدريب كوادر حماس على العمل الدبلوماسي لا يعني القيام بعمل تمثيل دبلوماسي مستقل. واستنكر نائب رئيس المكتب السياسي لحماس ما جاء في خطاب عباس من كلام "غير مناسب بحق رئيس الوزراء "إسماعيل هنية"، مضيفاً: "إسماعيل هنية لم تتم دعوته باعتباره ممثلاً لمنظمة التحرير الفلسطينية.. كانت الدعوة واضحة؛ إذ جاءت بوصفه ضيف شرف في المؤتمر، ولا نعرف لماذا تفجر غضبه.. هنية زار العديد من الدول من قبل، ولم نشاهد هذه الغضبة من "أبو مازن". كما أن هنية ليس نكرة كما يقول أبو مازن، الذي لا يرى أي أطراف أخرى، رغم أن هذا الطرف بالذات هو الطرف الذي فاز في الانتخابات.. وإن كنا نتحدث عن الطرف الذي يحظى بالشرعية اليوم فهو هنية الذي كان على رأس الحكومة المنتخبة، وبالتالي لا يستطيع أبو مازن أن يلغي ما يشاء ويثبت ما يشاء". واعتبر أبو مرزوق حديث رئيس السلطة عن إنفاق 48% من ميزانية السلطة على قطاع غزة أمر "غير صحيح"، لافتاً إلى إن ميزانية السلطة تنفق جغرافيا في الضفة الغربية، ولا ينفق شيء في غزة سوى الرواتب، والتي تقدر بمائة مليون شيقل، ولا تتعدي نسبة 30% من ميزانية السلطة، مضيفاً: "وهي أيضاً معظمها من أموال الضرائب التي تحجز عن قطاع غزة". وأشار إلى أن الانتخابات الفلسطينية تعد "قضية تعجيزية"، حيث إن إجراءها في الوضع الراهن يطرح أسئلة عديدة، مشدداً على ضرورة المضي قدما في ملف المصالحة دون وضع عراقيل وشروط مسبقة. وقال أبو مرزوق إن الفلسطينيين :"في حاجة إلى العمل بمشروع وطني متوافق عليه، وتشكيل مجلس وطني فلسطيني منتخب أو متفق عليه، حتى يمكن حل الإشكاليات الخاصة بتضارب البرامج، بعد أن بات «خيار التسوية السياسية خيارا عاجزا لا يستطيع أن يصل بالشعب الفلسطيني إلى ما يتمناه». وأدان القيادي في حماس بشدة إنتاج وعرض فيلم "براءة المسلمين" المسيء للإسلام وللرسول "محمد صلى الله عليه وسلم"، في الولايات المتحدة، داعياً الولايات المتحدة الأمريكية إلى محاسبة منتجي الفيلم؛ لأنه اعتداء على المقدسات والرموز، وإهانة واستهتار بالدين الإسلامي الحنيف. وطالب منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية باتخاذ مواقف حازمة وصارمة، ورفع دعاوى ضد منتجي وممولي الفيلم وملاحقتهم قانوناً؛ لأنهم يسيئون إلى الإنسانية جمعاء في صورة الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم"، وأدان في نفس الوقت مقتل السفير الأميركي وعدد من موظفي القنصلية الأميركية في بنغازي. وفي يتعلق باللاجئين الفلسطينيين النازحين من سوريا، أوضح أبو مرزوق أن جزءاً كبيرا منهم أدخل إلى قطاع غزة، وبقي عدد محدود في مصر لإكمال الدراسة أو حل بعض المشكلات ومن ثم سيتم إدخالهم للقطاع.