أجرت مجلة "Day Nurseries" البريطانية استطلاع للرأي شمل ألف موظف من دور الحضانة، حول مدى تأثير تعرض الأطفال من سن الخامسة إلى سن السابعة، للشاشات على إبداعهم.
وبحسب ما أوردته صحيفة "ديلي تلغراف"، قال رؤساء دور الحضانة إن "وقت الشاشة يقضي على الصديق الوهمي الذي يخترعه ويبدعه الأطفال، وغالبية الموظفين يعتقدون أن تقاليد الطفلوة القديمة معرضة لخطر الاندثار".
ونقلت الصحيفة عن الاستطلاع أن "عددا أقل من الأطفال يدعون أن هناك صديقا وهميا لهم، ما أثار مخاوف من تأثر الخيال لديهم بشكل سلبي"، منوهة إلى أن "ما يقرب من ثلاثة من كل أربعة من أصحاب دور الحضانة والمديرين والموظفين يعتقدون أن الأطفال لديهم أصدقاء وهميين، أقل مما كان عليه قبل خمس سنوات".
وقال ما يقرب من ثلثي أولئك الذين شملهم الاستطلاع، إن الشاشات تجعل الأطفال أقل إبداعا، في حين رأى 48 بالمئة من المستطلعة آراؤهم أن "هناك أصدقاء وهميين للأطفال".
أخصائية تنمية وتعليم الطفل الدكتورة سوزان بوفارد أكدت للصحيفة أن "هناك قلقا من المستويات العالية لقضاء الأطفال أمام الشاشة"، مشيرة إلى أن "ذلك يؤدي إلى فرص أقل للعب الخيالي (..)، وإذا كنت تجلس طويلا على جهاز أي كان نوعه، فلا توجد فرصة لعقلك للانطلاق وقضاء بعض الوقت مع أفكارك الخاصة".
وأوضحت أن "الشيء الرئيسي هو أن الآباء والأمهات ومقدمي الرعاية، يجب عليهم التأكد من أن الأطفال لديهم الكثير من الوقت للعب الإبداعي"، مستدركة بالقول: "لكنهم لا يحتاجون إلى القلق إذا لم يكن لدى طفلهم صديق وهمي".
وذكرت أنه "من الصعب جدا" تقييم مدى انتشار الأصدقاء الوهميين، مشيرة إلى أن "فقدان اللعب الخيالي أو الإبداعي مثير للقلق، فهذا النوع من اللعب ليس فقط متعة، ولكنه أيضا يسمح للأطفال بالتطور في جميع أنواع الطرق المهمة التي تنظم الأنشطة، والشاشات لا تفعل ذلك".
من جهته، قال "ديفيد رايت" مالك أحد الحضانات في لندن إن "الأطفال الذين لديهم أصدقاء وهميون الآن هم أقل من السابق، وأعتقد أنه لم يعد مسموحا للأطفال أن يشعروا بالملل، الذي يؤدي لتدمير الإبداع، نتيجة وقت الشاشة الطاغي أكثر على وقتهم".
وتابع: "عندما يكون لدى الأطفال وقت فراغ لأنفسهم، فإنهم يجدون شيئا مبدعا له علاقة بعقلهم، مثل تكوين صديق وهمي، وفي كثير من الأحيان هذه الأيام، يتوقع الأطفال الترفيه بطريقة ما، بحيث يتلقون محتوى إما من جهاز كمبيوتر لوحي أو جهاز تلفزيون، وأعتقد أن هذا يقلل من قدرتهم على استخدام خيالهم الخاص لتكوين أصدقاء متخيلين، وتطوير اللغة والقصص وهذا النوع من الأمور الإبداعية".
من ناحيتها، قالت الدكتورة "بيج ديفيس" محاضرة في علم النفس بجامعة يورك سانت جون إن "الأطفال الذين يشكلون أصدقاء خيالين تتراوح أعمارهم عادة بين خمس سنوات وسبع سنوات، وغالبا ما يفعلون ذلك لمساعدتهم على التعامل مع المواقف، أو عندما يبنون مهارات حياتية معينة، مثل التحدث مع الآخرين".
وقالت "سو ليرنر" رئيسة تحرير مجلة "Day Nurseries" إنه "لأمر محزن أن موظفي الحضانة شهدوا انخفاضا في الأطفال الذين لديهم أصدقاء خياليون، ويبدو أنهم يفقدون القدرة على خلق عالم سحري خيالي مليء بالمغامرات المثيرة".
وأضافت أنه "يمكن للوالدين أن يملآ كل ساعة من يوم الطفل بالأنشطة، خاصة أن الشاشات لم تترك وقت فراغ للاطفال، فعندما يتم إبعاد الأطفال عن الأجهزة، فإن ذلك يجبرهم على أن يكونوا مبدعين واكتشاف عالم داخلي، حيث يجتمعون بأصدقاء خياليين ممتعين".
وذكرت الصحيفة أن "الدراسات السابقة وجدت بأن الأطفال الذين يصنعون أصدقاء وهميين، يميلون إلى أن يكونوا أكثر إبداعا، ولديهم مفردات أكثر ثراء وأكمل، وأكثر قدرة على الترفيه عن أنفسهم".