28.32°القدس
27.67°رام الله
27.19°الخليل
28.29°غزة
28.32° القدس
رام الله27.67°
الخليل27.19°
غزة28.29°
الأربعاء 26 يونيو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.27دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.27
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.74

يورغن كلوب.. سيء الحظ الذي تسيّد مدربي العالم!

1-1283592
1-1283592

لم يكن الطالب الألماني الصغير يورغن يعلم أن الرياح القادمة بقوة ناحية مستقبله لن تشتهيها سفينته التي تبحر بها أحلامه وأنها ستأخذه إلى مسار أخر غير الذي يريد ويحب قلبه، حلم كبير ورغبة شديدة كانت تعتريه في أن يصبح طبيبا يوما ما، وهو ما دوّنه في كتاب قراءة اللعبة والذي نشرته وترجمته صحيفة ميرور البريطانية، حيث قال أن حبه، وإهتمامه، وشغفه كان فقط بدراسة وإمتهان الطب، ولكنه كشف أيضا أن علاماته كانت ضعيفة جدا لتحقيق ذلك، وأن أستاذه في المدرسة حين كان يوزع العلامات على الطلاب يوما ما خاطبه قائلا: آمل أن تنجح في كرة القدم لأن وضعك الدراسي ليس جيداً ولا يُبشر بالخير.

حينها كان يورغن لاعب كرة قدم في نادي ماينز بالفعل، لم يكن لاعبا كبيرا بين جنبات الملاعب الألمانية، بل كان ممارسا للهواية التي يحبها ويفضلها فقط، هواية كانت دائما خيارا ثانويا بالنسبة له، بل أنها لم تكن في حساباته المستقبلية أصلا رغم أن طموحه كان أيضا أن يصبح لاعبا كبيرا ومدربا ناجحا كخيار أخر بديل للمهنة التي يعشق. ومع بداية الألفية الجديدة لم تبدو الأمور واضحة بل كانت مبهمة جدا بالنسبة ليورغن، لكنه سيصبح بعد سنوات طويلة سيد المدربين في لعبة كرة القدم عبر العالم ويتسلم جائزتها للأفضل من الاتحاد الدولي للعبة تحت أنظار مئات الملايين من محبي هذه الرياضة عبر المعمورة. وهو حلم صعب التحقيق لأي كان، والذي قد ينسي صاحب النظارات كل أحلامه السابقة ويسقطها في الماء.

أول موسم مع أحمر ليفربول تمكن فيه يورغن من إعادة النادي إلى الواجهة الأوروبية بعد غياب عقد من الزمن، ورغم أنها كانت من بوابة المسابقة الثانية اليوروبا ليغ وعبر خسارة النهائي ضد إشبيلية الأسباني

الحديث هنا عن الألماني يورغن كلوب المدرب الحالي لنادي ليفربول الإنجليزي، والذي تحول للجلوس على الدكة مدربا بعد سنوات طويلة من الجري داخل المستطيل الأخضر، صاحب ال52 ربيعا إنطلقت مسيرته التدريبية مع نادي الذي إعتزل فيه ماينتز سنة 2001 والذي قاده للصعود للبوندسليغا ثم التأهل لليوروبا ليغ موسم 2005 و2006، قبل أن يختار تجربة أخرى مع أصفر بروسيا دورتموند سنة بعدها، والذي حقق معه المجد الشخصي ويصنع منه اللبنة التي ستقوده للعالمية، مع الجراد الصغير لمدينة دروتموند تمكن يورغن من رفع التحدي عاليا للتنافس بقوة، وصنع فريق قوي يزاحم أحمر مدينة ميونيخ وسيد الكرة الألمانية البايرن، حيث توج بعد سنتين فقط من ذلك وفي موسم 2010 و2011 بلقب الدوري الألماني، ليحافظ على اللقب ذاته بعدها بسنة بسلسلة تاريخية من 28 مباراة دون هزيمة ورقم قياسي في مرات الفوز أيضا، وهو الموسم ذاته الذي تمكن فيه من حصد لقب الكأس أيضا ليحقق بذلك ثنائية تاريخية لم يفز بها النادي من قبل.

في الموسم الذي تلاه ركز كلوب بشدة على المنافسة الأوروبية ليحقق إنجازا عظيما حين إرتقى بالنادي للوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا ليواجه غريمه بايرن ميونيخ بعد هزم كل منافسيه باللأداء والنتيجة في طريقه للقب، قبل أن يضرب الجناح الطائر روبن هود أبناء بروسيا في مقتل في أخر دقائق النهائي المشؤوم ليورغن، وهو الموسم الذي شهد خسارة لكأس السوبر وإقصاءا من الكأس المحلية أيضا، موسمين بعدها شهدا تتويج جراد بروسيا بكأسي سوبر محلية ألمانية ختم بهما الألماني مسيرة حافلة في بلده.

حمل الغاضب المنفعل حقائبه مقررا السفر نحو تجربة أخرى خارج وطنه، كل الطائرات والمطارات عبر العالم كانت تمني نفسها أن يمتطيها يورغن ويختار تدريب فرق مدنها أو منتخبات بلدانها ولكنه أراد لحقيبته أن توضع فقط في أحد فنادق مدينة ليفربول الإنجليزية، التجربة لن تكون سهلة بالفعل، النادي كبير جدا ولديه تاريخ عظيم وشعبية جارفة، فقد الكثير من بريقه في الأونة الأخيرة فقط، ولكنه يظل أضخم أندية العالم وأحد سادتها الذي لم يكن صوت يعلو فوق صوته يوما ما، كل هذه الأفكار بدرت لذهن صاحب النظارات وجالت بخاطره للحظات طويلة. قبل أن يلبس بالفعل اللباس الرياضي الأحمر ويرفع التحدي لاستعادة أمجاد الريدز الغابرة.

أول موسم مع أحمر ليفربول تمكن فيه يورغن من إعادة النادي إلى الواجهة الأوروبية بعد غياب عقد من الزمن، ورغم أنها كانت من بوابة المسابقة الثانية اليوروبا ليغ وعبر خسارة النهائي ضد إشبيلية الأسباني، إلا أنها كانت تجربة مفيدة لصغاره الذين بدأ بالفعل في تحقيق نتائج ملموسة معهم خصوصا طريقة اللعب الجماعية والروح الإستثنائية التي زرعها داخلهم، هذا الموسم شهد أيضا خسارة الريدز لنهائي كأس إنجلترا ضد مانشستر سيتي ليعتبر موسما مشؤوما رغم الأداء الجيد للفريق.

الإنجاز الذي تلى ذلك موسم 2017 2018 هو العودة بقوة للواجهة الأوروبية، ومن بوابة مسابقتها الأولى دوري أبطال أوروبا حين تمكن من الصعود للنهائي لأول مرة بعد نهائي 2007 الذي خسره ضد ميلان، لتأتي خسارة أخرى من ريال مدريد الأسباني هذه المرة مؤكدا النحس الذي يلازم كلوب في هذه المسابقة خصوصا والنهائيات عموما، لكن الكرة ابتسمت لمدرب أعطاها الكثير في الموسم الذي بعده بعد وصول أخر للنهائي والتتويج به على حساب توتنهام الإنجليزي بثنائية نظيفة، مع خسارة لقب الدوري في أخر أنفاس الموسم لصالح مانشستر سيتي أيضا، ثم تتويج أخر بكأس السوبر الأوروبي على حساي تشيلسي بطل اليوروبا ليغ بركلات الترجيح.

كل هذه الإنجازات في الموسم الفارط وهبت ليورغن أخيرا لقب المدرب الأحسن في العالم هذه السنة قبل أيام من الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهو الذي أعتبر دوما أحد أفضل المدربين في المعمورة وأحد فلاسفتها الكبار الذين طوروا اللعبة وصنعوا لأنفسهم تاريخا ومجدا لا يُنسى. لكنه أبى إلا أن يكون منفردا بالرقم واحد هذه المرة، رقم حرمه منه الحظ لمرات وتركه يطارد أحلامه لسنوات طويلة، قال يورغن يوما ما: أشعر بأني عسير الحظ وأن كل شيء ضدي حتى الرياح تهب في وجهي. لشدة يأسه من الخسارة في أخر الخطوات قبل ملامسة المجد، لكنه الأن سيغير بالفعل جملته ليعطيها بعدا أخر أكثر فرحا وتفاؤلا بعد أن لامس المجد وسيلامس غيره قريبا.