زعيمان غير عربيين تناولا القضية الفلسطينية في خطابهما أمام الجمعية العامة للأم المتحدة، في لغة تذكرنا بلغة الزعماء العرب حتى ما قبل كارثة أزمة الخليج الأولى في مطلع تسعينيات القرن الماضي، وهي اللغة التي اندثرت وأصبحت من التراث الذي يخجل منه الزعماء العرب، ويحاولون التنصل منه.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هاجم بلسان عربي مبين الاحتلال الإسرائيلي رافعا خريطة لفلسطين؛ كامل فلسطين، موضحا فيها كيف بدأ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
رئيس الوزراء الماليزي الدكتور مهاتير محمد قدم مقاربة للقضية الفلسطينية لا يجرؤ أي زعيم عربي أن يقدمها؛ قال إنه «قبل قيام «إسرائيل» لم يكن هناك الكثير من الإرهاب في العالم كما هو الآن»، مضيفا: «هناك العديد من الحروب في جميع أنحاء العالم الآن، ومعظمها مرتبط بقيام إسرائيل». هل يجرؤ زعيم عربي أو حتى أصغر مسؤول عربي أن يتحدث
بهذه الطريقة؟!
لقد تحدث السيد مهاتير بلغة لم نعد نحن العرب نسمعها!! أوليس الفلسطينيون الذين يصرون على رفض الاحتلال، ويصرون على المطالبة بحقهم ويتحرشون بـ»إسرائيل» هم المشكلة، كما يود بعض زعماء الأنظمة العربية أن يوحي لنا؟!! أوليست «إسرائيل» صديقة وحليفة؛ ستقاتل معنا ضد العدو الأوحد الوحيد
وهو إيران؟!!
لقد أعاد السيد مهاتير قواعد اللعبة إلى أصولها التي ضاعت وتاهت، وبسبب هذا التيه أصبح بعض العرب يرى في الكيان الصهيوني حلاً لمشاكله!! والحقيقة التي يجب أن لا نغفلها هي أن الكيان الصهيوني هو سبب كل المشاكل في المنطقة. شكراً سيد مهاتير أنك ذكرتنا بهذا.