(120) معتقلاً هم حصيلة اعتقالات السلطة الفلسطينية لأبناء حماس في مدن الضفة وأريافها حتى الآن. من هذا العدد الكبير هناك (30) أسيراً محرراً في صفقة وفاء الأحرار. الاعتقالات القمعية المسيئة يقوم عليها جهازا الأمن الوقائي والمخابرات. مصادر مطلعة في الضفة تقول: إن المستوى السياسي أعطى موافقته وتعليماته للقيام بهذه الحملة الجديدة من الاعتقالات ضد أبناء حركة حماس، وقال ( لا تستثنوا المحررين ! ) الاعتقالات القمعية المسيئة لا تقف خلفها مبررات أمنية أو لوجستية، توجب الاعتقال، المبررات الرئيسة للجولة الجديدة هذه سياسية ونفسية. أما أنها سياسية فلأنها تستهدف شلّ قدرات حركة حماس في إعادة تنظيم نفسها، وإرهاب القواعد الشبابية التي شارك بعضها في الاحتجاجات الاجتماعية الشعبية الأخيرة ضد الغلاء وضد حكومة فياض، حيث رفع الشباب لافتات تطالب برحيل عباس إلى جانب رحيل فياض. لقد تطور خطاب الاحتجاجات الشعبية من خطاب اجتماعي مطلبي إلى خطاب سياسي مسّ مشاعر محمود عباس الذي وعد يوماً الشعب الفلسطيني بالاستقالة من منصبه إذا ما خرج متظاهران يطالبان برحيله وبرحيل فياض، وبإلغاء اتفاقية باريس الاقتصادية الظالمة، ليست حماس المسئولة عن الاحتجاجات، أو عن تحول الخطاب، ولكن المسئول هو حالة المعاناة التي يقاسيها أهلنا في الضفة الغربية. المسئول هو الفساد المالي والإداري والأمني الذي تغلغل في مفاصل الحكومة والدولة في الضفة، والذي أجبر الشباب من كافة الطبقات على الخروج إلى الميادين للاحتجاج. أما على المستوى النفسي فعباس وبطانته بحثوا عن كبش فداء منذ اليوم الثاني من الاحتجاجات، وبالتحديد في مؤتمره الصحفي الذي شتم فيه حماس وكال لها الاتهامات على غير قياس، ومن ثمّ زعمت بطانته أن غرفة عمليات في الداخلية بغزة تدير الاحتجاجات!. فقرروا الاعتقالات التعسفية هذه، وحرفوا بوصلة الاحتجاجات والإعلام نحو قضايا السياسة والقمع، وتلقوا في الوقت نفسه مساعدات مالية إسرائيلية وأوروبية عاجلة. الخيال المريض، كالنفس المريضة، ومن ثمّ فأنت تسمع من قيادات أمنية في الضفة أنهم عثروا على سجن تحت الأرض يخص حركة حماس في نابلس، ومن ثمة فحماس في نظرهم تستحق الاعتقال في سائر مدن وقرى الضفة الغربية ! منتجات الخيال المريض لا يشتريها أحد، ولا يتاجر بها أحد، فما تراه عيون الناس في الضفة من أمراض السلطة وأجهزتها الأمنية أبلغ في نفوس الشعب من ترهات الخيال المريض، وهذا لا يضير الحقيقة ولا يفسر الرأي العام الفلسطيني الذي بلغ أفضل مراحل الرشد السياسي، وما لا يضير الرأي العام، لن يضير حركة حماس، ولا أبناءها المعتقلين، بل سيزيدهم قوة وصبراً وتحملاً، ويعدّهم لمرحلة قادمة يكونون فيها أشد عوداً وقادة وسادة، وقد قدمت اعتقالات 1996م برهاناً ودليلاً على ما نقول، فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.