اعتبر محللان سياسيان أن وقف الكيان الصهيوني لتصعيده الأخير على قطاع غزة وركونه إلى التهدئة التي أعلنتها الفصائل يرجع إلى تحديات داخلية وخارجية تعصف بالكيان. وأرجع مصطفى الصواف الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني لجوء الكيان الصهيوني لوقف التصعيد على قطاع غزة إلى عدة عوامل أبرزها الخوف من خسارة العلاقات مع مصر. وأوضح الصواف في مقابلة خاصة بـ "فلسطين الآن" الثلاثاء 23/8/2011م، أن الكيان الصهيوني لا يريد أن يخسر علاقته بمصر، وأشار إلى أن عدم قبول الصهاينة بالتهدئة سيوتر العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين خاصة في ظل مقتل 5 من الجنود والضباط المصريين، وتحرك الشارع المصري أمام السفارة للمطالبة بإنهاء كامب ديفيد . واعتقد الكاتب والمحلل السياسي أن أي عدوان على قطاع غزة سيغير المعادلة الإقليمية بشكل لا يخدم مصالح إسرائيل، علاوة على أن الوضع الداخلي الصهيوني الذي يجُّمعه الحرب والإرهاب لن يكون من مصلحته حرب جديدة على غزة في ظل الصورة القبيحة للصهاينة بعد حرب غزة. كما أشار الصواف إلى أن أمريكا لا تحسد على الوضع الاقتصادي الذي تعيشه، وتدرك أن أي حرب تعني ضرب المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط. واعتبر الصواف فكرة ربط التصعيد الصهيوني الأخير بالوضع الداخلي فكرة في غير مكانها، وعزا ذلك إلى مراحل التصعيد الكثيرة والاغتيالات التي نفذها العدو الصهيوني في وقت لم تكن فيه الاحتجاجات موجودة في الشارع الصهيوني. أما عن مستقبل العلاقة بين الكيان الصهيوني ومصر بعد الثورة، شدد الكاتب على أنها لن تعود إلى سابق عهدها إبان حكم مبارك، لكنه أضاف: "يجب علينا أن لا نعلي من سقف التوقعات من مصر لأنها لم تستقر حتى اللحظة، والمسألة تراكمية". ورفض الصواف تسمية ما يعيشه قطاع غزة حالياً "تهدئة" أو "هدنة"، معتبراً ذلك هدوءاً مرهوناً بالتزام الكيان الصهيوني بوقف التصعيد. وفي سياق متصل أوضح مؤمن بسيسو الكتاب والمحلل السياسي الفلسطيني أن الكيان الصهيوني يعيش وفق توازنات دقيقة لا يستطيع بموجبها أن يبقي الجبهة في تصعيد مستمر ولا في هدوء تام. وأشار المحلل السياسي في مقابلة خاصة بـ "فلسطين الآن"، أن الكيان الصهيوني حقق هدفه في الهروب من المشاكل الداخلية التي أنذرت بسقوط الحكومة، واستطاع كذلك أن يشوش على جهد السلطة المبذول في التوجه للأمم المتحدة لنيل الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية. ورجح بسيسو أن يكون الكيان الصهيوني لجأ إلى التهدئة خشيةً من عزلة دولية، وتحول الثورات العربية ضد الكيان خلال هذه المرحلة الدقيقة التي تعيشها الدول العربية، ولكنه أكد أن ذلك لا يمنع من عدوان محدود وتصعيد منهجي لأهداف معينة. واعتقد الكاتب والمحلل السياسي أن الكيان الصهيوني لا يستطيع أن يبتعد عن التفكير العدواني والحرب ضد غزة، لاسيما وأنها تشكل خنجر في خاصرته، وأضاف: "علينا أن لا نركن لحديث التهدئة لأنها مرحلية". وأوضح بسيسو أن المقاومة الفلسطينية أدارت المعركة بذكاء وحنكة، ونزعت فتيل التصعيد الصهيوني في ظل وجود إرادة لدى العديد من الأوساط العسكرية والسياسية في الكيان لتحويلها إلى مواجهة مفتوحة مع القطاع، وأضاف: "القوى والفصائل وعلى رأسها حماس حققت مكسب العودة إلى التهدئة ونزع فتيل التصعيد". جدير بالذكر أن رئيس لجنة الأمن بالكنيسيت الصهيوني شاؤول موفاز ، اتهم حكومة نتنياهو بالتسبب بتراجع قوة ردع الجيش أمام الفصائل الفلسطينية وأنها هي من طلبت بتهدئة في غزة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.