نحاميا شتراسلر محلل اسرائيلي كبير في هآرتس 5-11 انتقد ما أسماه بالحلف غير المقدس لدوافعه المرفوضة بين رئيس الوزراء نتنياهو ورئيس اركان الجيش أفيف كوخافي.
مشيرا الى ان تصريحات ومواقف كوخافي في الفترة الاخيرة وتحديدا لقائه مع كبار المراسلين العسكريين الاسرائيليين قبل عدة ايام جزء من عملية منظمة يقوم بها لزرع الخوف والرعب في نفوس الرأي العام ومتخذ القرار السياسي على كافة المستويات من أجل الحصول على ميزانيات اضافية للجيش.
اضاف الكاتب شتراسلر ان كوخافي يعمل على نشر وتنفيذ خطته العسكرية الجديدة وب تنوفا المسماة، رغم ان الخطة السابقة لرئيس الاركان ايزنكوت والمسماة جدعون لم تنته بعد والتي من المقرر ان تنتهي في 2021، والسبب في ذلك وفق الكاتب والخبير في الشأن الاقتصادي ايضا ان الجيش برئاسة كوخافي قد استنفد كل الزيادات المالية التي تسمح بها خطة جدعون لايزنكوت؛ ولهذا فإن إقرار خطة جديدة هي «تنوفا» يعني الحصول على اموال وزيادات اضافية.
خطة كوخافي -تنوفا تتضمن زيادة 4 مليارات شيكل سنويا، ومن اجل الرد المسبق على اي انتقاد فإنها تشمل ايضا 1.5 مليار شيكل، ستأتي من توفير داخلي للجيش نتيجة لخطوات ناجعة مطلوبة منذ مدة طويلة، إضافة الى 2.5 مليار شيكل جديدة من ميزانية الدولة.
وقد اشار الكاتب الى ان مشكلة كوخافي تتلخص في عدم وجود ميزانية جديدة 2020 بسبب ورطة تشكيل الحكومة الاسرائيلية، اي انه لا يستطيع توفير المبالغ والميزانيات المطلوبة وفق خطته، لكن كوخافي محظوظ ايضا بأن مطالبه تتوافق مع مصالح سياسية ضيقة لنتنياهو تتلخص في تهويل التهديدات الامنية لتشكيل حكومة حصانة وطنية برئاسته.
هكذا اذن تتداخل المصالح الضيقة بمصالح الامن القومي الحقيقية لدولة الاحتلال الاسرائيلي، وكأحد اهم علامات تراجع قوة دولة الاحتلال يبرز في الآونة الاخيرة الاستخدام السياسي الضيق بمصالح الدولة الحقيقية، فعندما تكون التهديدات مناسبة لتقدم هذا السياسي أو ذاك، يتم تهويلها بالتعاون مع الجيش ذي المصلحة في هذه الحالة، وعندما يكون التهديد مضرا لهذا السياسي او ذاك يتم السكوت عنه -مؤقتا على الاقل- حتى مرور هذه الحالة السياسية.
وعلى الفلسطيني ان ينتبه ويفرق بين التصريحات والمواقف العابرة، وتلك الحقيقية، وان يبني سياساته على قراءة معمقة لمجمل المواقف والتصريحات والسلوك الاسرائيلي على الارض.