تعتبر عملية إدخال الهواتف الخلوية للأسرى داخل معتقلاتهم حساسة جداً وتحتاج إلى تكتيكات معقدة، خشية الوقوع في القبضة الإسرائيلية. وقد تعرض الكثير من ذوي الأسرى للاعتقال والحرمان من الزيارة في أعقاب اكتشافهم تهريب أجهزة خلوية بين ملابسهم لأبنائهم المعتقلين، كما حدث مع والدة أسير مقدسي تم اعتقالها قبل يومين. كما تستخدم ما تسمى بمصلحة السجون الإسرائيلية أشد أنواع العقاب مع الأسرى إن اكتشفت خلال حملات الدهم والتفتيش المفاجئة التي تنفذها في أقسامهم وغرفهم, أجهزة اتصالات لاسلكية أو أي شيء من الممنوعات. ويلجأ الأسرى لهذه الوسيلة المحظور عليهم استخدامها بهدف التواصل مع العالم الخارجي، حيث تمنع (إسرائيل) عليهم ذلك، كما تضيق عليهم مشاهدة وسائل إعلامية معينة، خاصة التي تهتم بالشأن الفلسطيني. ويؤكد مدير مركز أحرار لمتابعة شؤون الأسرى "فؤاد الخفش" أن المعركة بين الأسرى والسجان في هذا الإطار هي معركة "كر وفر":" فرغم العقوبات الإسرائيلية إلا أن المحاولات الفلسطينية ما تزال متواصلة". ويشير الخفش إلى أن الأسرى يلجؤون لذلك بهدف الاطمئنان على عائلاتهم في خارج الأسر -خاصة الذين يمنع زيارتهم- وكذلك تستخدم الهواتف لنقل شكاوى الأسرى للمؤسسات المختصة بمتابعة شأنهم. وقد تمكن المواطن (م) الذي فضل عدم ذكر اسمه لحساسية الأمر من تهريب جهاز خلوي لشقيقة الأسير داخل سجن مجدو، وأشار إلى أنه لجأ إلى وسيلة معقدة جداً تتغلب على التفتيشات الإسرائيلية الشديدة المصحوبة بتقنيات عالية. وبين فترة وأخرى تعتقل قوات الاحتلال مواطنين من الضفة المحتلة والقدس بحجة إدخال هواتف نقالة لداخل السجن، كما حصل مع المواطن "نادر صالح" (35 عاماً) من بلدة الخضر قرب بيت لحم بدعوى تهريبه أجهزة هواتف نقالة إلى الأسرى ، حيث تم مداهمة محله المخصص لبيع الأجهزة الخلوية قبل مصادرة جهاز حاسوبه وشرائح وهواتف. وقبل يومين اعتقلت مصلحة السجون المقدسية "سهام نمر" (52 عاماً) من بلدة صور باهر جنوب القدس بدعوى محاولة تهريب هاتف نقال أثناء زيارتها لنجلها في سجن "ايشل" ببئر السبع. والمواطنة نمر، هي والدة الأسيرين "مراد" الذي يقضي حكما بالسجن (10) سنوات، أمضى منها 3 سنوات، و"أحمد" الذي يقضي حكما بالسجن (4) سنوات، أمضى منها سنة ونصف. وذكر موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية أن مصلحة السجون تحبط بين فترة وأخرى عمليات تهريب الهواتف النقالة لداخل السجون، حيث أحبطت ثلاث عمليات لتهريب هواتف خلوية لأسرى في معتقلي: مجدو وشكما، و ذلك خلال زيارة ذوي الأسرى. وفي بعض الأحيان ينجح الأسرى بشراء بعض الجنود الإسرائيليين بمبالغ مالية كبيرة قد تصل لعشرة آلاف شيكل أو يزيد لقاء تهريبه لجهاز اتصال خلوي للأسرى قد لا يتجاوز سعره الحقيقي على أبعد تقدير الألف شيكل فقط.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.