جميلة تلك اللحظة التي امتشق فيها ابن النيل علم بلاده ونزع علم الكيان الصهيوني عن “مبنى السفارة” ووضعه مكانه، بعدما تسلق المبنى من شرفة إلى شرفة، في عمل خارق وبطولي يعبّر عن شعور مصري عالي المستوى، تؤكده الملايين، بأن المصريين مازالوا يعدون العدو عدواً، وأنهم لم ولن يقبلوا هذا الوجود السرطاني الذي تسلل غصباً إلى قلب الوطن العربي، ويحاول الغرب ومجرمو الحرب الصهاينة تثبيته بالإرهاب والحديد والنار . في مصر لغة جديدة، ونبض جديد عبرت عنه مواقف شعبية ورسمية وعسكرية، بعد اغتيال مصريين في سيناء من قبل العدو الصهيوني الذي يظن أنه يستبيح أي أرض عربية في الوقت الذي يريد، من دون أن يقوى أحد على رده . ثمة تحركات شعبية مصرية أمام سفارة العدو مطالبة بطرد السفير، ودعوات من قوى سياسية إلى مراجعة “كامب ديفيد”، وكلام لرئيس الوزراء أكد فيه أن الدم المصري أغلى من أن يذهب بلا رد، ومواقف للمجلس العسكري يعلن فيها أن سيناء شأنٌ مصريٌ خالص، لا يقبل أي تدخل، بالفعل أو بالتصريح أو بالرأي من أي طرف خارجي، وفي ذلك رد مباشر على الكلام الأمريكي الموجه إلى مصر لضبط حدودها . حتى الجامعة العربية تغيرت نبرتها خارج إطار الكلام الناعم، والمدروس الذي ساد لفترة، ما يعني أن مصر، بدفع من جماهير ثورة 25 يناير، في طريق استرداد الدور القيادي والريادي المفتقد منذ زمن، وأن لا مجال- بعد الآن- لغض النظر عن جرائم الحرب الصهيونية، وعن بلطجة العدو ضد الشعب الفلسطيني، وضد أي شعب عربي يستهدفه إرهاب الاحتلال . “تحيا مصر” عبارة معبّرة يرددها المصريون وهم يهتفون منددين بالعدوان، المحتجين على وجود سفير العدوان، وهي عبارة يلهج بها كل لسان عربي وكل فؤاد عربي من الماء إلى الماء، لأن مصر القوية والقادرة عندما تستعاد، ستكون ضمانة للأمن القومي العربي، وضمانة للأمة . حفظ الله مصر وشعبها الأبي .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.