أكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، أنه إضافة إلى التخفيض الأخير الذي التزمت به السعودية بـ 167 ألف برميل يوميا من إنتاج النفط هناك 400 ألف برميل يوميا إضافية طوعية يمكن تخفيضها، وهي مربوطة بمدى التزام الدول الأعضاء بالتخفيضات الخاصة بها.
وأضاف وزير الطاقة - في حديث مع "العربية" في فيينا - أن تعميق تخفيض الإنتاج يأتي لامتصاص الفائض في المخزونات وللحفاظ على استقرار الأسعار.
في سياق آخر، قال الأمير عبد العزيز بن سلمان لـ "العربية" إن اكتتاب أرامكو يؤكد قيمة اقتصاد الدولة، ويعزز المنهج الاقتصادي للسعودية، معبراً عن اعتقاده بأن من لم يشارك في اكتتاب أرامكو سيندم على تلك الفرصة الاستثمارية.
وفي مقابلة مع وكالة "بلومبيرغ" قال إن شركة أرامكو السعودية ستتجاوز قيمتها على الأرجح تريليوني دولار التي يستهدفها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقال الأمير عبد العزيز في مقابلة مع "بلومبيرغ" والتي عرضت مقتطفات من حواره، إن الطرح العام الأولي الناجح كان يوم الفخر في حياته المهنية حتى الآن، وقد أثبت الطرح أن العديد من منتقدي الصفقة كانوا على خطأ.
وأكد قائلا "ستكون أرامكو أعلى من تريليوني دولار ويمكنهم المراهنة على حدوث ذلك".
وحددت شركة النفط العملاقة المملوكة للدولة السعر النهائي لأسهمها بـ 32 ريالاً (8.53 دولار) وتقدر قيمة الشركة الأكثر ربحية في العالم بـ 1.7 تريليون دولار. وحصدت الشركة أكثر من 119 مليار دولار في طرحها العام.
ولطالما أصر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على تقييم قيمة أرامكو عن تريليوني دولار، لكن قلة من المستثمرين الدوليين جادلوا أَن الشركة ستكون أقل من تريليوني دولار.
وقال التقرير إن السعودية تسعى لدعم أسعار النفط قبل بدء التداول الأسبوع المقبل. وقال الأمير الجمعة إن المملكة تخفض الإنتاج أكثر مما تتطلبه حصة أوبك.
إنتاج النفط
وفي مقابلة مع "رويترز" قال وزير الطاقة السعودي إن أوبك وحلفاءها لن يخففوا القيود على المعروض ويضخوا المزيد من النفط إلا عندما تهبط مخزونات الخام العالمية وتعكس الأسعار سوقا ينخفض فيها المعروض.
وقادت السعودية اتفاقا الجمعة مع روسيا والمنتجين الآخرين في مجموعة أوبك+ لزيادة التخفيضات الانتاجية حتى نهاية الربع الأول من عام 2020.
وفي أول مقابلة مع رويترز منذ أن أصبح وزير للطاقة في سبتمبر أيلول قال الأمير عبد العزيز بن سلمان إنه يتوقع أن يواصل منتجو أوبك+ التعاون إلى ما بعد مارس.
ويضخ منتجو أوبك+ أكثر من 40% من نفط العالم ويفرضون قيودا على الإنتاج منذ 2017 في مسعى لموازنة إنتاج يتزايد سريعا من الولايات المتحدة.
وقال الأمير عبد العزيز إنه بينما يرغب كل منتجي النفط في زيادة الإنتاج، فإن السعودية لن تفعل هذا إلا عندما ترى المخزونات العالمية تهبط لتصبح أكثر قربا من متوسط الخمس سنوات للفترة من 2010-2014.
وتستمر تخفيضات أوبك+ التي تم الاتفاق عليها اليوم حتى مارس بينما توقع بعض المراقبين أن تستمر حتى يونيو أو ربما ديسمبر 2020. وعارضت روسيا اتفاقا لفترة أطول وهو ما فسره بعض المحللين على أنه إشارة إلى أنها ربما تريد أن تغادر الاتفاق قريبا.
وقال الأمير عبد العزيز إن ذلك ليس هو الحال وإن التعاون مع روسيا سيستمر. وأضاف أن أوبك+ تريد ببساطة أن تكون أكثر مرونة في تعديل الإنتاج والاستجابة لحاجات السوق.
وأضاف قائلا "نحن كمنتجين كلنا نرغب في حيز جيد لزيادة الإنتاج... مع روسيا نحن (السعودية) ملتزمون ببرنامج مشترك ضخم للتعاون (إلى جانب النفط)".
وأكد الوزير أيضا الحاجة إلى أن يحسن منتجون مثل العراق ونيجيريا التزامهم بالتخفيضات المتعهد بها.
لكنه أضاف أنه حتى إذا لم يتحسن التزامهم فإن الرياض لن تزيد الإنتاج بشكل منفرد لكنها بدلا من ذلك ستنتظر لمشاورات مع أوبك+ في اجتماعها القادم في أوائل مارس آذار.
"لن اتخذ إجراءات منفردة. سأظل أتشاور وأراجع... ستكون المجموعة مقابل أولئك الذين لم يلتزموا".
وارتفعت أسعار خام القياس العالمي مزيج برنت 2% إلى أكثر من 64 دولارا للبرميل الجمعة بعد أن قال الأمير عبد العزيز إن التخفيضات التي اتفقت عليها أوبك+ قد تصل الى 2.1 مليون برميل يوميا بما في ذلك استمرار الرياض في خفض طوعي قدره 400 ألف برميل يوميا فوق حصتها من التخفيضات.
وقال أيضا إنه يتوقع استئناف الإنتاج من حقول نفطية مشتركة بين السعودية والكويت "قريبا جدا".
وأضاف قائلا "لكن هذا لن يؤثر على تعهدات بلدينا كليهما (فيما يتعلق بتخفيضات أوبك+)."
وأوقف البلدان الإنتاج من حقلي الخفجي والوفرة النفطيين الواقعين في ما يعرف بالمنطقة المقسومة قبل أكثر من أربعة أعوام وهو ما يخفض إمدادات تبلغ حوالي 500 ألف برميل.
سهم أرامكو
وقال الأمير عبد العزيز إنه يعتقد أن قيمة عملاق النفط المملوك للدولة أرامكو السعودية تزيد على 1.7 تريليون دولار التي حددها تسعير أسهمها في الطرح العام الأولي والتي سيبدأ تداولها في 11 ديسمبر.
وأبلغ رويترز "نعتقد أن قيمة الشركة أعلى كثيرا من 1.7 تريليون دولار" مضيفا أن أرامكو سقطت ضحية لتباطؤ أوسع في صناعة النفط خفض قيمتها إلى أقل من تريليوني دولار وهو الرقم الذي كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد استهدفه.
وحتى مع القيمة الأقل فإنه أكبر طرح عام أولي في العالم مع جمعه 25.6 مليار دولار متفوقا على الطرح العام الأولي لمجموعة علي بابا الصينية الذي جمع 25 مليار دولار في عام 2014.