حالة من الاستغراب والسخط وجدت مؤخراً في الشارع الغزي جراء قيام أجهزة الأمن المصرية بتدمير عدد كبير من الأنفاق على الحدود مع قطاع غزة, حيث اعتبر المواطنون ذلك زيادة وإمعاناً في حصار غزة دون التفكير وبشكل عاجل ببديل عن الأنفاق خصوصاً أنها كانت ضرورة صنعتها الحاجة؛ لتسيير أمور القطاع في عهد مبارك. المواطنون اعتصموا بالمئات على المستوى الرسمي والشعبي في غزة على الحدود مع مصر, مطالبين الحكومة المصرية وبشكل عاجل فتح معبر رفح بالكامل, كبديل عن الأنفاق, والسماح للبضائع والمعدات وأدوات البناء بالدخول فوراً خصوصاً مع بدء مشاريع الإعمار في القطاع. [color=red]حماس تريد إيصال رسالة ![/color] وحول موقف حماس من المسيرات الحاصلة والحكومة في غزة ، يرى الكاتب والمحلل السياسي "مخيمر أبو سعدة" في حديث خاص مع "[color=red]فلسطين الآن[/color]" أن حماس تحاول إيصال رسالة لمصر بأن تدمير الأنفاق دون إيجاد بديل للمواد والبضائع التي لا تسمح (إسرائيل) بدخولها سوف يزيد من معاناة القطاع, فإما أن تقوم (إسرائيل) بتزويد القطاع بكل حاجياته, أو أن تقوم مصر بذلك. ويضيف أبو سعدة قائلاً: " من المفترض أن توجد مصر البديل قبل هدم الأنفاق, إما من خلال الضغط على (إسرائيل), أو فتح المعابر حتى لا تكون حكومة الإخوان شريك غير مباشر لمبارك في حصار غزة". وحول توقعات البعض بتزايد وتيرة الاعتصامات والمسيرات على الحدود, أو محاولات هدم الجدار الفاصل قال أبو سعدة: "سيناء تعيش حالة من عدم الاستقرار الأمني وأي اقتحام للحدود سيعتبر اعتداءً على سيادة مصر وأمنها, ولا أتوقع أن تقوم الحكومة في غزة بمسيرات تستهدف الحدود ". وأضاف " مصر بين فكي كماشة فهي تريد إعادة الاستقرار والأمن المهدور في سيناء من خلال الاعتداءات المتكررة, وبأي ثمن وفي نفس الوقت لا تريد أن يتحول معبر رفح لمعبر تجاري فمن شأن ذلك أن يكون له تداعياته السياسية, بأن تقوم (إسرائيل) بفك ارتباطا بالكامل عن قطاع غزة, وتحميل مصر مسئولية ذلك " [color=red]هل تعَمَّدت مصر؟![/color] يشير رئيس تحرير جريدة الحرية والعدالة المصرية "محمد جمال عرفة" إلى عدم تعمُّد مصر غلق الأنفاق وتدميرها, ولكن الهدف الأساس من ذلك هو محاربة وحصار الجماعات التي تقوم بهجمات على القوات المصرية. ويرى عرفة أن هناك جزء كبير من العاملين في جهاز المخابرات المصرية يؤمنون بضرورة إغلاق الأنفاق, وعدم ربط غزة بمصر, وهذا يختلف مع التصور الرئاسي, وهناك محاولات عديدة للتوافق بين الرؤية الأمنية والسياسية في عدم التعامل مع غزة بالنظام القديم . وحول سؤالنا له عن تعرض الرئاسة المصرية لضغوطات خارجية أدت لإغلاق الأنفاق قال عرفة : "غير صحيح, سألت بعض مستشاري الرئاسة ونفوا نفياً قاطعاً, لا أحد يستطيع فرض ضغوطاته على مصر فيما يتعلق بحصار غزة......" وأكد عرفة أن الرئاسة تسعى جاهداً للمواكبة بين الحفاظ على أمن مصر, ورفع الحصار عن غزة, وهناك تغيرات كبيرة شهدها معبر رفح في الآونة الأخيرة, ولا تزال الجهود جارية؛ لإقامة منطقة تجارية حرة بين مصر وغزة .