28.9°القدس
28.66°رام الله
27.75°الخليل
31.13°غزة
28.9° القدس
رام الله28.66°
الخليل27.75°
غزة31.13°
الثلاثاء 08 يوليو 2025
4.55جنيه إسترليني
4.71دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.92يورو
3.34دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.55
دينار أردني4.71
جنيه مصري0.07
يورو3.92
دولار أمريكي3.34

العشرات من المعتقلين يتعرضون لإهمال طبي متعمد

خبر: الإهمال الطبي يهدد حياة الأسير علاء شريتح

أمام أشكال التعذيب وأنواع المعاناة, وبرفقة المرض وآلامه, تجد في سجون الاحتلال أبطالا عُرفوا بصلابتهم وصمودهم وشجاعتهم وعدم الخوف, فهؤلاء من يربطون جرح السجن بنزيفه المؤلم ويسيرون سير الصامدين. الأسير علاء شريتح (32 عاما), من مدينة طولكرم هو نموذج من هؤلاء الأبطال، فهو يقضي حكماً بالسجن لمدة 13 عاما ونصف أمضى منها عشرة أعوام, صارع خلالها المرض أمام حكايات من المعاناة خلف السجون، بينما عائلته لن يرتاح لها بال قلقاً على حال ابنها, حيث يعاني من مرض حمى البحر المتوسط وهو مرض وراثي ينتج عنه آلام في الصدر والبطن وأوجاع في المفاصل، وعادة ما يكون مصحوباً بالحمى، إضافة لإصابات جلدية متعددة، لكثرة مكوثه في الزنازين. عُرف شريتح بصلابته وأخلاقه العالية, ويتحدث عنه كل من رافقه بالأسر لشدة صموده. الأسير عماد حمامرة من بيت لحم يعتبر أن "أجمل 10 أيام امضاها برفقة الاسير شريتح كانت في زنازين مركز تحقيق الجلمة شمال فلسطين". يضيف "بتاريخ 1432011 في زنزانة رقم 11 إلتقيت بالأسير شريتح، ولم أكن أعرفه من قبل، فهو الشاب الوقور الرزين صاحب المصحف كما اسميته، فمصحفه لا يفارقه". ويذكر قصة حدثت أمامه، قائلا: "قوته وإرادته وصلابته أمام المحققين والسجانين، أكبر من قوة المحتل والسجانين، حيث أذكر يوما أنه طلب "بشكير" من السجانين ولا أحد لبى طلبه رغم التكرار والالحاح عليهم، ففي أحد المرات عندما فتح السجان الباب ليدخل الطعام لنا، قام كالاسد وامسك السجان من عنقه وقال له بالحرف الواحد "والله إن لم تجيب البشكير راح اقتلك"... يضيف "أنا صعقت من هول ما رأيت واقشعر بدني، يا الله ماذا فعلت يا علاء, وبمجرد لحظات غاب السجان وجلب البشكير، والتفت علاء إلي وقال "لا تكن عصفورا في السجن، بل كالأسد لا تهاب أي شيء". [title]رحلة المحاكم[/title] ويشير مركز أحرار إلى أن الأسير شريتح تنقل بين جميع المحاكم، حيث زار محكمة "سالم" شمال فلسطين ومحكمة "عوفر" و"بئر السبع". تم اعادة شريتح للتحقيق مرة أخرى مدة 20 يوماً في زنازين الجلمة عام 2011، وتم إضافة قضية جديدة عليه، فزادوا حكمه 8 شهور أخرى، ونُقل بعدها إلى سجن "مجدو" شمالا، ثم إلى سجن "جلبوع". أما العائلة المرابطة، فلا تزال تعيش حياة كلها قلق على حال ابنها الذي يعاني من آلام المرض دون تقديم العلاج له, ولا تزال تذكر ذلك اليوم الذي اعتقله به جنود الاحتلال بالطريقة الوحشية التي أرعبت الأطفال والنساء. مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، نقل عن والدته "أم علاء" قولها: "حاصرت قوات الاحتلال منزلنا الكائن بمنطقة الشويكة في طولكرم الأحد 26/11/2002 وداهم المنزل أكثر من 200 جنديا توزعوا في محيطه وأسطح المنازل المجاورة". تتذكر العائلة هذا المشهد الذي لا ينسى، فتكمل حديثها "كان الجنود مقنعين وشكلهم مرعب, وبصحبتهم الكلاب البوليسية، ولم يراعوا شعور الصغار وكبار السن، وكبلوا علاء أمام ناظرينا واقتادوه بهمجية ووحشية، ووضعوه في مركبة " البوسطة" أمام كل الناس" . تضيف أم علاء "إبني يعاني كثيراً ودائماً نفكر به وبحاله الذي يُرثى له, فإذا لم يقدم له العلاج السريع والفعّال!!، فقد ينتج عن هذا المرض مضاعفات أخرى كتضخم في الكبد، كما يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف لحدوث التهابات حادة ومزمنة في الكلى". [title]المرضون يعانون[/title] فؤاد الخفش، مدير مركز أحرار طالب السلطة الفلسطينية، والأحزاب السياسية بالوقوف عند مسؤولياتهم، تجاه قضية الأسرى والأسرى المرضى، وعدم وإهمالهم، فهي مفتاح باقي القضايا, مبيناً أن حكاية شريتح نموذج لمعاناة الآلاف، وعندما يتم تسليط الضوء عليها فلا بد من إعطاء الأمر اهتماماً والشعور بمعاناة الإنسان الأسير, والوقوف أمام المسئولية لتخليصه مما يعانيه.