18.9°القدس
18.67°رام الله
17.75°الخليل
25.06°غزة
18.9° القدس
رام الله18.67°
الخليل17.75°
غزة25.06°
الأربعاء 02 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.77

هجوم اليمين الإسرائيلي على الأردن

عمر العياصرة
عمر العياصرة
عمر عياصرة

كوكبة من كتاب اليمين الاسرائيلي في «اسرائيل اليوم، معاريف، مكور ريشون» شنوا هجوما منسقا على الاردن والملك عبدالله، في خطوة يمكن اعتبارها تحرشا واضحا وذات مغزى.

كتاب الصحف الاسرائلية اليمينية لم تكن مقالاتهم من النوع المسمى «مقالة رأي»، بل تعدت ذلك الى وضع تصور وخطة متدرجة هدفها شطب الاردن واستبدال فلسطين به.

من غير المعقول ان يتفق جميع الكتاب الاسرائيليين على نفس النتيجة اعتباطا، فالفرضيات متطابقة والنتيجة واحدة، مما يؤكد ان جهة ما تريد ارسال رسائلها للاردن.

هذه الجهة الاسرائيلية لن تخرج عن كونها المؤسسة السياسية الحاكمة الحالية، وهي ذات الجهة التي ستحكم عما قريب، وهنا تظهر الخشونة الواضحة في التعامل مع الاردن.

لماذا يهجمون علينا؟ سؤال لا يحتاج الى تدقيق كبير، فالاردن يرفض ضم الاغوار، ويهدد بالرد على ذلك من خلال التلويح بإمكانية الغاء اتفاقية وادي عربة.

مواقف الاردن لا تعجب اليمين الحاكم الاسرائيلي، يريدونه سائلا الى حد التماهي مع مشروع اليمين، ويريدون منها فصلا واضحا بين مساره والمسار الفلسطيني.

بمعنى اوضح، يريد من الاردن ان يهضم خطة الوطن البديل وان يقبل بها عن رضا وموافقة، اما الرفض فالتهديد اليميني الصهيوني يتحدث عن جراحات مؤلمة وخطة تحدث عنها هؤلاء الكتاب.

كتاب اليمين يهددون بمنع الماء عن الاردن، ويعتقدون ان بإمكانهم تغيير الحكم في البلد، ولا يخفون انه بدون الاردن وموافقته لا يمكن ضم الضفة والاغوار لإسرائيل.

لن اتحدث كثيرا عن ضوروة الرد الاردني «الاعلامي والسياسي» على هذه الحملة، لكني اسأل لماذا نمرر لهؤلاء اتفاقية الغاز في وقت نتلقى منهم اشد انواع التهديد الوجودي والكياني؟

لابد من استيلاد مقاربة اردنية جديدة في مواجهة اسرائيل، لابد من الخروج من دائرة عدم اليقين، ولعل اهم الخطوات ان تهديداتهم ورسائلهم لابد ان تزيدنا تمسكا بمواقفنا، وان نعمد الى التخشن اكثر معهم.

صدور رسائل الضعف والخوف من جهتنا مرفوضة، فما يكتبه اليمين هدفه ترويع الاردن، شعبا وحكما، ولابد من رد، فالصمت علامة الخوف، ولعل مناسبة الغاز تبدو مناسبة لنقول لهم الكثير.