في أواخر الشهر التاسع وتنتظرين وصول مولودك، وها هو جنينك يسدد لك الركلات والضربات برأسه وكوعه ليذكرك بقرب موعد نزوله، وما بين فرحة الإحساس بالأمومة وبين الطلق الذي لم يأتِ بعد، تتحول الفرحة إلى حيرة وقلق ويطل السؤال: هل زادت مدة الحمل؟ وكيف تكون الولادة بدون طلق؟ معنا الدكتور عبد الحميد السبيلي استشاري طب النساء والولادة للتوضيح.
أعراض ما قبل الولادة
حقائق: لا بد من التفريق بين الولادة الحقيقية وانقباضات الحمل التي يمكن أن تحدث قبل الولادة بأسابيع، وأن تعرفي أن مدة الحمل من 37 - 42 أسبوعاً، وأن 15 في المائة من الولادة تحدث قبل الموعد المرتقب بأسبوع أو بعده بأسبوع.
حدوث آلام قبل هذه المدة المحددة تحتاج لأدوية توقف هذا النشاط في الرحم، حتى يسمح للجنين باكتمال نموه قبل ولادته، كما أن عدم حدوث ولادة حتى الأسبوع 41 غالباً يستدعي استخدام أدوية لتحفيز الطلق الصناعي أو إجراء ولادة قيصرية.
الطلق من أصعب أعراض ما قبل الولادة، ويعتبر أهم دلالة على اقتراب الموعد أيضاً، ومؤشراً على أن المولود جاهز للخروج إلى الحياة؛ حيث إنه يحفز الرحم على الاتساع مما يسهل الولادة الطبيعية.
أسباب تأخر الطلق
اتفق الأطباء على أن الولادة للمرة الأولى قد تسبب طول فترة الحمل؛ لأن عنق الرحم يكون غير مدرب على التوسع بعد، وأحياناً زيادة وزن الجنين -4 كيلوغرامات- يسبب تأخر الولادة وبالتالي الطلق مما يسبب خطراً على الأم والمولود معاً.
أحياناً كثيرة يكون السبب: الخطأ في حساب التاريخ الحقيقي لأول يوم من آخر دورة شهرية، مما يؤدي إلى تأخر موعد الولادة، ومرات يتأخر الطلق بسبب معاناة الحامل من بعض الاضطرابات الهرمونية والنفسية.
كما أن القلق من تأخر الولادة يؤخر الطلق ويؤخر الولادة، والمعروف أن تأخر الولادة من أسبوع إلى 10 أيام بعد الموعد المحدد يحتاج لولادة قيصرية، أو بسبب ارتفاع ضغط الدم أو السكر، أو ضيق الحوض أو النزيف أو نزول الجنين في الحوض بالمقعدة.
لتعجيل الطلق الطبيعي وتحفيزه، عليك بالاسترخاء، تناول مشروبات دافئة كالكمون والزنجبيل وزيت الخروع، ممارسة المشي لبعض الوقت؛ فهو يعمل على اتساع عظام الحوض وتباعدها؛ مما يسهل حدوث الطلق والولادة ويعجل بها.
كما أن ممارسة العلاقة الزوجية في فترة نهاية الحمل مفيدة؛ حيث يحتوي السائل المنوي على مادة تسبب انقباضات تساعد على توسيع الرحم، كما تعمل هذه المادة على تصنيع أنواع من التحاميل المهبلية التي تستخدم في تحفيز الطلق الطبيعي.
إن حدث تأخر في الولادة عن موعدها المتوقع فلا مانع من استخدام بعض المشهيات ونوعية خاصة من الأطعمة التي تعمل على تحفيز الطلق قبل الولادة.
أضرار تؤخر الطلق
وتأخر الولادة بالتالي يؤدي إلى احتمال انخفاض كفاءة المشيمة الوظيفية، إذ تظهر عليها علامات الشيخوخة؛ حيث إنها ظلت داخل الرحم أكثر من اللازم، مما يقلل من نسبة الأكسجين والمقويات التي تصل للجنين.
كبر حجم الجنين وصعوبة الولادة وتأخر الطلق يؤدي إلى وفاته في بعض الأحيان، بل وقد يتمزق عجان الأم قبل أن يسمح بمرور هذا الجنين الضخم، كما أن انخفاض كمية السائل الأمينوسي يؤدي إلى حدوث مضاعفات عند الولادة.
عدم ظهور الطلق يسبب ارتخاء عضلة الرحم مما يجعل الطبيب يعجل بإجراء ولادة قيصرية، وهناك أيضاً إفرازات براز الجنين التي تسبب التهابات رئوية إذا استنشقها الجنين.