لا يعرف مواطنو الضفة الغربية طعما للعشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، إلا بالاعتكاف والقيام في لياليه وهو "ممنوع" في عرف الأجهزة الأمنية بالضفة باستثناء "ليلة القدر" المفترضة في السابع والعشرين من شهر رمضان . ودأب نشطاء العمل الدعوي من مختلف التوجهات خلال سنوات الانتفاضة على إحياء العشر الأواخر من شهر رمضان في مساجد الضفة بالقيام والذكر ضمن برامج مختلفة مميزة، جعلت أعداد الملتحقين بها تزداد بشكل كبير، لكن منذ عام 2007 توقف الأمر بفعل التغول الأمني . [title]عادة رمضانية سنوية[/title] يقول الناشط الدعوي "صهيب" أنه اعتاد منذ عام 2003 على إحياء العشر الأواخر في مساجد مدينته برفقة أصدقائه خلال ساعات الليل، حتى في ظل اقتحامات قوات الاحتلال للمدينة واعتقالاتها، لكنه لم يحظ بذلك منذ عام 2007 بسبب ملاحقة أجهزة الضفة لهم ومنعها بالقوة . ويضيف لـ "[color=red]شبكة فلسطين الآن[/color]" أن برامج مميزة كانت تعد من قبل شباب المساجد تقوم على إحياء الليالي الأخيرة من الشهر بتمويل من المشاركين بشكل رمزي، وحظيت بإقبال كبير لما كان يميزها ويعيها روحانية كبيرة زادت من عدد محبي المشاركة فيها . [title]ممنوع بأمر أمني[/title] ويروي بأنه وشباب المساجد في مدينته حاولوا قبل ثلاثة أعوام تنظيم اعتكاف في المسجد في العشر الأواخر لكنهم تفاجئوا باقتحامه من قبل الأجهزة الأمنية بالضفة واعتقال جميع المشاركين وتحذيرهم أنها ممنوعة . ويشير إلى أنهم حاولوا هذا العام إعادة تنظيم اعتكاف لكن موظفي المسجد طلبوا منهم الحصول على "ترخيص" من جهات أمنية ووزارة أوقاف فياض ، وهو ما رفضه الشبان وفضلوا القيام في منازلهم . ويؤكد أن التغول الأمني بالضفة منع هذه الظاهرة المميزة التي كانت تعج بها مدن الضفة خلال شهر رمضان وحتى في أيام أخرى، لكن الشباب أوجدوا بعض البدائل المؤقتة التي سرعان ما تعرضت للإفشال من قبل الاحتلال وأوقاف الضفة . [title]دور المسجد المغيب[/title] ويزيد الحديث عليه إمام أحد المساجد أبو مصطفى بالقول " منذ أربع سنوات والاعتكاف في المساجد أو البقاء فيها بعد صلاة التراويح في رمضان والعشاء في الأيام العادية ممنوع من قبل الأوقاف، وهو ما أضعف دور المساجد في تربية الشباب والأجيال " . ويتحدث لـ "[color=red]شبكة فلسطين الآن[/color]" عن إحياء العشر الأواخر في السنوات الماضية " كان يقوم على تنظيمها لجان المسجد وكانت تلقى إقبال كبير وكثيف، وتعود بالفائدة على الأهالي ولا تقتصر طبعا على الشبان فقط بل كانت ضمن مواعيد محددة للنساء وأيضا كبار السن " . وعن حالات اليوم فيقول أن " الاعتكاف في المسجد ممنوع بتاتا من قبل الوزارة والأجهزة إلا بإذن ولم يسبق أن منحوا أحد إذن" . ويروي أن عدة مساجد اقتحمتها الأجهزة لمنع أي اعتكاف بحجة أنه لأهداف "سياسية"، وتقوم باعتقال المشاركين واحتجازهم وتوقيع بعضهم على تعهدات بعدم المشاركة .