اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 266300 مواطناً منذ احتلالها لقطاع غزة عام 1967، وهي نسبة كبيرة قياساً بمساحة القطاع وعدد سكانه، حيث شكلوا ما نسبته 35% من إجمالي حالات الاعتقال في فلسطين، التي بلغت قرابة 760 ألف حالة اعتقال منذ عام 1967. جاء هذا في تقرير أصدره المختص بشئون الأسرى عبد الناصر فروانة الذي أوضح فيه أن الاحتلال حاول خلال سنوات انتفاضة الأقصى جعل قطاع غزة منفى لأسرى ومواطني الضفة الغربية، فأبعد منذ 2002 قرابة 225 مواطنا بشكل فردي أو جماعي إلى القطاع، بعضهم لفترات زمنية محدودة وعاد جزء منهم، والبعض الآخر لفترات مفتوحة ولا زالوا ينتظرون العودة. ومن بين من أبعدوا للقطاع 26 مواطناً كانوا قد احتموا داخل كنيسة المهد عام 2002، وذلك وفقاً لاتفاقية فلسطينية - إسرائيلية لم يكشف عن تفاصيلها أو بنودها لغاية اللحظة، ولم يُسمح لأي منهم بالعودة رغم مرور أكثر عشر سنوات على إبعادهم. وفي أكتوبر 2011 أبعدت سلطات الاحتلال وبشكل جماعي 163 أسيراً تحرروا في إطار صفقة "وفاء الأحرار". [title]معتقلون إلى الآن[/title] وأشار فروانة إلى وجود 470 مواطناً من أبناء القطاع لا يزالوا يقبعون في السجون، وأن 27 أسيراً منهم معتقلين قبل اتفاق "أوسلو" وقيام السلطة في الرابع من مايو / آيار 1994. وهؤلاء جميعا كانوا ممنوعين من رؤية ذويهم وأبنائهم بشكل جماعي منذ حزيران 2007، فيما بعضهم ممنوع وبشكل فردي من الزيارة منذ قبل ذاك التاريخ بسنوات، قبل أن تسمح سلطات الاحتلال لثلثي أسرى غزة بالزيارة وعلى دفعات منذ منتصف تموز الماضي وفقا للاتفاق الذي أبرم ما بين الأسرى وإدارة السجون عقب الإضراب المفتوح الذي خاضوه واستمر لـ 28 يوماً، فيما لا يزال الباقي ينتظرون السماح لهم بالزيارات. وبيّن فروانة إلى أن الاعتقالات من غزة شهدت انخفاضاً كبيراً منذ منتصف 1994، جراء عدم التواجد المباشر لقوات الاحتلال العسكرية في مدن ومخيمات القطاع بعد "أوسلو"، ومن ثم انخفضت بشكل كبير جداً بعد الانسحاب الإسرائيلي في سبتمبر 2005، وخلال السنوات الأخيرة اقتصرت الاعتقالات على بضع عشرات سنويا، جرت على المعابر وتحديدا معبر بيت حانون / ايرز، أو اختطاف من المناطق الحدودية أو اعتقال الصيادين من عرض البحر. [title]شهداء الحركة الأسيرة[/title] وأوضح فروانة بأن أسرى قطاع غزة كانوا دوماً جزءً أساسياً من الحركة الوطنية الأسيرة وشاركوا بجانب إخوانهم ورفاقهم النضال المستمر ضد إدارة السجون، وأن الكثير منهم شكَّلوا وعلى مدار عقود طويلة أعمدة أساسية للحركة الأسيرة، وأن أول من استشهد من الأسرى خلال الإضرابات عن الطعام كان من غزة وهو الشهيد الأسير عبد القادر أبو الفحم. وتضم قائمة شهداء الحركة الأسيرة 62 أسيراً من قطاع غزة استشهدوا جراء التعذيب أو بسبب الإهمال الطبي والقتل العمد منذ 1967، أمثال أبو الفحم وراسم حلاوة وسميح حسب الله وخالد الشيخ علي وعطية الزعانين ويوسف العرعير وأسعد الشوا وشادي سعايدة، وهؤلاء يشكلون ما نسبته 30,7% من إجمالي شهداء الحركة الأسيرة وعددهم 202 شهيداً.