انخفضت أسهم أرامكو السعودية إلى أدنى مستوياتها منذ طرحها لأول مرة في سوق الأسهم السعودية، بينما يعيش المستثمرون في قلق من احتمال انتقام إيران بعد مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إثر قصف أمريكي.
وقد انخفض سهم الشركة بنسبة 2% تقريباً منذ مقتل سليماني، ما يعكس المخاوف من احتمالية رد إيران على الهجوم عبر استهداف البنية التحتية النفطية للمملكة العربية السعودية، والتي تعتبر حليفاً أمريكياً رئيسياً في المنطقة.
وشهدت أسعار الأسهم انخفاضاً، رغم ارتفاع أسعار النفط الخام بنسبة تبلغ حوالي 6% منذ يوم الخميس لتبلغ حوالي 70 دولاراً، الأمر الذي قد يساعد في زيادة أرباح الشركة الأكثر ربحية في العالم.
وقد انخفضت أسهم أرامكو السعودية في الآونة الأخيرة، حيث تخطت نسبة الانخفاض الإجمالية للسهم منذ أن بلغ ذروته بعد طرحه 10% يوم الاثنين، مقلصاً قيمة الشركة السوقية بأكثر من 200 مليار دولار.
ويشعر المستثمرون بالقلق من أن تستهدف إيران، التي تعتبر المملكة العربية السعودية من بين أكبر خصومها، منشآت إنتاج أرامكو أو شبكات الكمبيوتر الخاصة بالشركة في رد على مقتل سليماني.
ويقول حسنين مالك، رئيس إستراتيجية الأسهم في بنك "تيليمر" الاستثماري الذي يركز على الأسواق النامية، إن مقتل سليماني يؤدي إلى "مخاطر جغرافية سياسية مجهولة"، ستحد من رغبة المستثمرين الأجانب في أرامكو السعودية.
ويعتقد يعض الخبراء أن إيران قد ترد على مقتل سليماني عبر هجمات إلكترونية، إذ تتمتع البلاد بقدرات عالية في مجال العمل على الإنترنت، وقد رُبطت أعمالها سابقاً بهجمات على بنوك كبرى من بينها، "جي بي مورغان تشيس" و"بنك أمريكا" و"ويلس فارغو"، منعت العملاء من تسجيل الدخول إلى حساباتهم والوصول إلى أموالهم.
كما عانت أرامكو السعودية سابقاً من أحد أسوأ الهجمات الإلكترونية في التاريخ، عندما مُسحت معلومات من على 35 ألف جهاز كمبيوتر جزئياً ودمرت بعضها بالكامل من قبل قراصنة على الإنترنت في عام 2012.
بالإضافة إلى خطر التعرض لهجمات سيبرانية، تواجه الشركة أيضاً خطر التعرض لهجوم على بنيتها التحتية، إذ اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية إيران في سبتمبر/أيلول الماضي بشن هجوم على المملكة العربية السعودية أدى إلى وقف إنتاج النفط في المملكة لفترة قصيرة، إلّا أن إيران أنكرت تنفيذها الهجوم.