عبثاً حاول رئيس حكومة رام الله "سلام فياض" إقناع مئات الطلبة من جامعة النجاح الوطنية خلال لقاء مفتوح معهم ببرامج حكومته المتنوعة خاصة الاقتصادي والسياسي، فبعد شرح مستفيض منه لأكثر من عشرين دقيقة وما إن فتح باب الأسئلة والنقاش حتى سمعها أكثر من مرة وبأم إذنيه "أنت فاشل وعليك الرحيل". فقد تلقّى فياض انتقادات لاذعة ومباشرة من الطلبة المتحدثين، فما أن يمسك أحدهم بالمايكرفون حتى يبدأ بسرد المآسي التي تسببت بها حكومته للشعب الفلسطيني، ويختم مشاركته بتوجيه الكلام لفياض "إنك لن تستطيع سلبنا كرامتنا، ولترحل".. أخر قال له من على مسافة لا تزيد عن خمسة أمتار وعلى مسمع المدرج الذي اكتظ بالحضور، "أنت فاشل وسياسات حكومتك فاشلة، فلماذا تصر على البقاء!!". [title]ارحل.. ارحل[/title] ويحاول فياض في أكثر من مناسبة الالتقاء بشريحة الشباب؛ لإقناعهم بجدوى سياسات حكومته الاقتصادية، خاصة أنهم من قادوا موجة الاحتجاجات العنيفة ضدهم قبل عدة أسابيع، وطالبوه في ميادين المدن الرئيسة بالرحيل، فكان شعار "ارحل .. ارحل يا فياض".. سيد الموقف لأكثر من عشرة أيام، في مختلف المواقع والمناطق. فقد جاء لقاؤه بطلبة جامعة النجاح بنابلس في محاولة يائسة منه ومن الجامعة بقيادة "رامي الحمد الله" المعروف بولائه وعلاقته الحميمة مع فياض، كمحاولة منهما لتبييض صفحة الحكومة، وفرصة أن تقدم وجهة نظرها في قضايا الساعة وأهمها الرواتب وغلاء الأسعار وبروتوكول باريس، وغيرها من الملفات الساخنة. لكن من تابع اللقاء الذي امتد لنحو ساعتين بحضور الحمد الله شخصياً وقيادات أمنية عالية المستوى والطاقم الأكاديمي والتدريسي جاء عكس ما كانوا يأملون منه، فقد انقلب السحر على الساحر، حين لم يتمكن فياض من التصدي للكم الهائل من التساؤلات والاستفسارات التي انهالت عليه من كل حدب وصوب، تحمله كامل المسئولية عما آلت إليه الأوضاع في الضفة الغربية، وموجة الغلاء الفاحش وتدني الدخل وانقطاع الرواتب، وغيرها. إحدى المداخلات أكدت له أنه وحكومته وراء تحويل الشعب الفلسطيني من مناضل إلى متسول، ومن ساعٍ إلى الحرية إلى لاهث وراء لقمة العيش. طالب أخر تحدث عن البطالة وعدم فقدان الأمل في الحصول على وظيفة، قائلاً له :"سأتخرج بعد 3 شهور وإن سألت عني لن تجدني في فلسطين.. سأترك البلاد بسببك". الطالبات أيضا لم يوفرن من جهد تجاه الكشف عن كوارث حكومة فياض، فسألته إحداهن عن قضية القدس والأسرى، وأجابت مباشرة "لن يعطيك أحد الجواب؛ لأنك دفعت بالشعب إلى الاهتمام بأمور ثانية وأنسيته جوهر معاناته". [title]الانتخابات المحلية[/title] طالبة ثانية تحدثت عن الانتخابات المحلية التي ستجري في الضفة خلال الأيام القادمة، فهي بوجهة نظرها شرخ جديد في الساحة الفلسطينية، ولا معنى لإجرائها، متسائلة عن سبب إصرار الحكومة في الضفة على آلية الاقتراع عبر القوائم، وهي طريقة -كما تراها- ستوصل شخوص معينين لسدة القيادة في المجالس البلدية والقروية وستحرم المخلصين وأصحاب الاختصاص. الاعتقال السياسي كان حاضراً من خلال مشاركة طالب بمداخلة تساءل عن مصير زملائه المتفوقين الذين يقبعون في سجون السلطة دون تهمة تذكر. ووسط الجموع وقف شاب وقال إنه :"عنصر سابق في كتائب شهداء الأقصى" وألقى قصيدة عن مدينة القدس كتذكير بما تتعرض له من هجمة شرسة في ظل صمت قيادة السلطة والحكومة عن تلك الجرائم. وبعد كل جولة من الأسئلة النارية، كان فياض يحاول جاهداً الرد، لكنه بدا في غالبية الأوقات مرتبكاً ومشوشاً ويتكلم دون رؤية واضحة ودون إجابات شافية للاستفسارات المطروحة.