باغت احد الصحفيين الرئيس الامريكي بسؤال عن امكانية ان يحقق المصالحة بين غانتس زعيم حزب (كاحول لافان) ازرق ابيض، وزعيم حزب الليكود نتنياهو في اثناء لقائهما يوم غد الثلاثاء في البيت الابيض، ليأتي رد دونالد ترمب بأن "ذلك سيكون أمرًا صعبًا". رد ترمب مدعم بإعلان غانتس نيته لقاء ترمب اليوم الاثنين 26 يناير/ كانون الثاني، مستبقًا نتنياهو بيوم واحد.
مفارقة مضحكة محزنة! وفي ذات الوقت مخزية؛ فترمب واثق من قدرته على فرض صفقة القرن على العرب، في حين أنه يشك بإمكانية الجمع بين غانتس ونتنياهو في البيت الابيض!!! عاجز عن المساهمة بتشكيل حكومة ائتلافية تضم غانتس ونتنياهو، وقادر وبسهولة على فرض برامج ومشاريع اقتصادية وتطبيعية على العالم العربي!
نجح ترمب بالتواصل مع غانتس، وعرض خطته لتصفية القضية الفلسطينية، وتمكن من إحداث تعديلات تناسب احتياجات غانتس كما هو الحال مع نتنياهو، في حين عجز ترمب عن وقف اجراءات رفع الحصانة عن نتنياهو التي ستبدأ يوم غد الثلاثاء؛ اذ اعلن غانتس نيته زيارة واشنطن الاثنين (اليوم)، ليتمكن الثلاثاء من متابعة اجراءات التصويت على رفع الحصانة عن نتنياهو، كما عجزعن وقف اجراءات محاكمته في الكونغرس رغم تمكن الجمهوريين من تفريغها من مضمونها، الا ان الاجراءات ما زالت سارية.
زعيم كاحول الافان نفى شائعات استنكافه عن لقاء دونالد ترمب في واشنطن، وحرم نتنياهو من فرصة اتهامه بإعاقة مشروع ترمب، كما حرمه من اسدال الستار على اجراءات رفع الحصانة.
غانتس لن يلتقي نتنياهو في البيت الابيض، الا انه ابدى حماسة غير عادية للتواصل مع الادارة الامريكية عشية الاعلان عن صفقة القرن؛ فالرجل ينافس نتنياهو في كافة الساحات لدرجة انه اعلن ان الإجراءات القانونية لضم غور الاردن ستجري في اعقاب انتهاء الانتخابات.
الاجماع بات واضحا داخل الكيان الاسرائيلي على دعم خطة ترمب المسماة صفقة القرن؛ اذ انها تمثل بوابة واسعة للتطبيع، وتحقيق خروقات كبيرة في الساحة العربية بتوظيف موارد هائلة لدعم الهيمنة الاسرائيلية على المنطقة العربية؛ فما يعني الكيان الاسرائيلي هو القفز داخل الساحة العربية عبر التطبيع، والتعاون الاقتصادي والعسكري، وتجاهل الحقوق الفلسطينية.
المفارقات لا تنقطع حول التحركات المرتبطة بالإعلان عن صفقة القرن، المزمعة يوم الثلاثاء 28 كانون الثاني يناير، ولعل ابرزها معارضة العرب لصفقة القرن، مقابل حديثهم الدائم عن آفاق السلام الاقتصادي مع الكيان الاسرائيلي وأهميته لنمو واستقرار المنطقة! وهي المفارقة الكارثية والاكثر وحشية في المشهد كله!
