فتحت السلطات المصرية أمس معبر رفح البرى الحدودي مع قطاع غزة، وسط إجراءات أمنية مصرية مكثفة وأجواء مشحونة من الجانب الفلسطيني من المعبر، وذلك في تمام الساعة التاسعة من صباح السبت ووفق الآلية الجديدة التي تتبعها مصر مع بداية شهر يونيو الجاري. وشهد المعبر ازدحاما مكثفا من الجانب الفلسطيني، مع تزايد أعداد الراغبين في العبور إلى مصر، في المقابل ساد الهدوء الجانب المصري. وجاء ذلك وسط إجراءات أمنية مصرية وتعزيزات كبيرة لتواجد أفراد من الشرطة المصرية داخل وحول المعبر، تحسبا لأي عمليات اقتحام من الجانب الفلسطيني. وصرح مصدر أمنى مصري مسئول أن معبر رفح انتظم العمل به منذ التاسعة صباحا ولا يوجد لأي مشاكل تذكر في الجانب المصري. لكنه أشار في البداية إلى ازدحام كبير بالجانب الفلسطيني للراغبين في العبور إلى مصر، إذ كان هناك هناك 6 باصات محملة بأكثر من 300 فلسطيني من الذين لم يتمكنوا من العبور يوم الخميس الماضي بسبب الاعتصامات والاحتجاجات التي قاموا بها. كما يوجد بخلاف هؤلاء أعداد كبيرة من الفلسطينيين الذين ينتظرون العبور . من جانبه، وصف خليل أبو شمالة مدير مؤسسة "الضمير" لحقوق الإنسان أوضاع المسافرين على معبر رفح بأنها شكل من أشكال امتهان الكرامة الإنسانية التي تتنافى وابسط مفاهيم احترام حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن التسهيلات التي أعلنتها الحكومة المصرية ما هي إلا مجرد أوهام ودعاية إعلامية لا تستجيب لحاجة السكان في غزة، من حيث الشكل والمضمون. وأشار ابو شمالة إلى أن السماح لعدد 300 مسافر يوميا فقط لا يكفي لحجم المسافرين من قطاع غزة، الأمر الذي يعيق حياة السكان وحاجتهم للسفر من أجل العلاج والتعليم والعمل وزيارة ذويهم. وتساءل أبو شمالة: "كيف يمكن للأردن أن تفتح حدودها لاستقبال ومغادرة آلاف الفلسطينيين يوميا من الضفة الغربية في حين أن مصر لا تسمح إلا لـ 300 شخص فقط ؟؟ . والذي يعني عمليا أن كل مواطن من سكان قطاع غزة ستكون حصته في السفر مرة واحدة كل 15 عاما "بموجب الإجراءات والتسهيلات المعلنة من الحكومة المصرية" والتي تغنت أمام الإعلام وصورتها كما لو كانت هبة أو مكرمة لأهل غزة بعد الثورة المصرية. وطالب أبو شمالة الحكومة المصرية "بالتوقف عن التعامل مع غزة على أنها حالة أمنية، في ظل الانهيار الكبير في مستوى حياة السكان والضغوط الهائلة التي يتعرضون لها والتي من شأنها ان تولد مواقف سلبية ستكون لها نتائج خطيرة على مجمل الأوضاع في قطاع غزة مبينا أن السكان استبشروا خيرا بالإعلان عن التسهيلات التي أعلنها الجانب المصري، إلا أن الواقع يشير الى عكس ذلك تماما. وحذر مدير مؤسسة "الضمير" من تنامي مظاهر الغضب والإحباط في قطاع غزة، في وقت يسود فيه شعور عام أن لا شيء تغير تجاه غزة سواء قبل الثورة المصرية أو بعدها، وبقيت غزة محاصرة مسجونة تعاني الظلم والقهر من كل الأطراف.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.